إعداد: المهدي بن عمر
19 يونيو1965: بومدين يقود انقلابا عسكريا بالجزائر ضد الرئيس أحمد بن بلة
في شهادته التي ضمنها كتاب مذكراته الصادر قبل مدة، يروي العقيد الطاهر زبيري أنه و في ليلة 18 إلى 19 يونيو 1965 كان الرئيس الجزائري أحمد بن بلة قد ارتدى ملابس نومه وتمدد في سريره، دون أن يعلم أن أمرا جللا سيحدث بعد ساعات سيغير مسار حياته.
فعلى الساعة الواحدة ليلا وصلت كتيبة جنود صعدوا الدرج بثبات إلى الطابق الخامس حيث كان بن بلة نائما في غرفته. تقدم العقيد الزبيري من غرفة نوم الرئيس وطرق بابه، ودون أن يفتحه يصيح بن بلة: “اشكون؟” فأجابه العقيد زبيري”: سي أحمد.. أنت لم تبق رئيسا للجمهورية، وقد تشكل مجلس الثورة، وأنت تمشي معنا الآن في أمان الله”،…تقدم بن بلة من الباب وفتحه قليلا،كان يرتدي لباس النوم، و ثم خاطب العقيد قائلا: “لو جئت وحدك مع السعيد عبيد لأتيت معكما أينما أردتما، فلماذا كل هذه الخوذات والأقنعة؟سأرتدي ملابسي وآتيكم”.
بعد لحظات خرج بن بلة مرتديا سترة ذات لون بني فاتح وسروالا من القطيفة، ودون أن يلمسه أحد أو يتم تقييد يديه أو أن يبدي أدنى مقاومة نزل مع العسكر في المصعد إلى الطابق الأرضي، و هناك كانت تنتظرهم سيارة عسكرية من نوع “لاندروفر” لنقل بن بلة إلى المكان المحدد في خطة الانقلاب، فنزلا رفقة بقية الجنود عبر الدرج، ولكن الغريب حسب العقيد زبيري دائما ” أننا ونحن محيطين ببن بلة بأسلحتنا وخوذاتنا لم ألمح في عينيه لا القلق ولا الفزع بل كان متينا وهادئا وهو يعيش آخر لحظات حكمه كأول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة”.
و عن حيثيات الانقلاب يقول العقيد الطاهر زبيري في مذكراته أن قادة الجيش أجمعوا على إنهاء حكم الرئيس احمد بن بلة والقضاء على سياسة الحكم الفردي التي يتبناها، و تحقق ذلك بعد جس نبض قام به العقيد هواري بومدين لدى ما يعرف بجماعة وجدة للإطارات السياسية والعسكرية للدولة،التي وافقت على أن تكون ليلة 19يونيو 1965 تاريخا لإنهاء حكم الرئيس أحمد بن بلة، أي ثلاثة أيام قبل انعقاد المؤتمر الآفروآسيوي الذي كان من المنتظر أن تحتضنه الجزائر حينها.
كانت خطة قادة الجيش على بساطتها تحتاج إلى رجال ثقة وأخذ كل الاحتياطات لتجنب أي مفاجآت غير متوقعة، خاصة وأن بن بلة كان رجلا ذكيا ومقاتلا وله رجال مسلحون يخضعون لسلطته المباشرة، بل شرع منذ شهور في تشكيل “ميليشيات” وضع على رأسها محمود قنز ونائبه قنان وساعده في تشكيلها الرائد علي منجلي. كانت هذه الميليشيات تقلق بال بومدين أكثر من أي شيء آخر لأنه كان يعتبرها تنظيما موازيا للجيش، فسعى إلى تحييدها مستعملا دهائه السياسي، فنجح في استقطاب محمود قنز إلى صفه.
و لأن الرئيس بن بلة كان يقيم بالطابق الخامس فيلا جولي تحرسه وحدات من الأمن الوطني التي لم تكن قيادات الجيش تثق في ولائها، فقد كانت الخطة وباقتراح من سعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى تعتمد على استبدال حرس بن بلة بالطلبة الضباط المتدربين بالأكاديمية العسكرية، و هو ما ساعد على إنجاح الانقلاب دون أي حادث يذكر.
هؤلاء ازدادوا في مثل هذا اليوم:
1945/ اون سان سوكي: سياسية بورمية حائزة على جائزة نوبل للسلام
1947/ حسن شحاتة: لاعب و مدرب كرة قدم مصري
1951/ أيمن الظواهري: زعيم تنظيم القاعدة
هؤلاء رحلوا في مثل هذا اليوم :
1993/ ويليام غولدنغ: كاتب بريطاني حائز على جائزة نوبل
2003/ عبد الله الطيب: أديب سوداني