إنصاف بريس – تقول مجموعة من المصادر، أنه في القرن المنصرم استفحلت في العالم الإسلامي ظاهرة غريبة كل الغرابة عن ضوابط الشريعةالإسلامي {القرآنيين}، إذ أن أبرز الركائز الذي يقوم عليها هذا التوجه، اعتبار القرآن الكريم المشرع الوحيد للشريعة الإسلامية، وأن الأحاديث النبوية كذبة تاريخية على محمد عليه السلام، يتحمل مسؤوليتها الأمويون.
والمثير للغرابة في القضية: أن التوجه القرآني كما تروي الرواية .. يستند على نصوص القرآن الكريم ، للتأكيد أن الرسول بريئ كل البراءة من الأحاديث النبوية التي نسبت إليه.
فما حقيقة هذا القول؟ وهل فعلا السنة النبوية هي صنيعة المؤسسة الفقهية في عصر اليزيد بن معاوية كما تقول بعض الروايات ؟
إنـكـار الـسـنـة كـفـر مـطـلــق
يؤكد الشيخ حسان من خلال قناة نسائم الرحمة: أن إنكار القرآنيين للأحاديث النبوية هو كفر مطلق وظلال بالدينمضيفا أن ثبوت حجية السنة ضرورة دينية ولا يخالف ذلك إلا من لاحَظَّ له في الإسلام.
الالتزام بالسنة من عدمه هو حرية دينية يضمنها القرآن
وفي قول مرن ومعتدل للشيخ حسن المالكي من خلال إحدى القنوات الخليجية،القرآنيون لهم الحرية في أن ينكروا ما يشاؤون بما في ذلك مسلم والبخاري تحت تبرير الآية القرآنية{لا أكراه في الدين}
كلمة السنة لا تعني بشكل مطلق الأحاديث النبوبة
وبين هاته المواقف وتلك،يدخل المفكر الليبي النيهوم على الخط، ضاربا في عمق الأسس الفقهية التي تقوم على أحقية الأحديث النبوية في الشريعة الإسلامية بناءا على القرآن نفسه، مستهلا قولهبتفسير كلمة السُّنَّة لُغَوِيَّا، إذ تعنيالسنة في نظره:نَصَّ القرآن ولا علاقة لها بالأحديث النبوية،وهي حقيقة يسهل إثباتها بشهادة قرآنية، يضيف النيهوم، سورة الإسراء {سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا، ولن تجد لسنتنا تحويلا}، وفي سورة أخرى، الفتح{سنة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا}…
هكذا، يحاول المفكر الليبي، إثبات وجهة نظره بناءا على النص القرآني، تحت تبرير فحواه:لا سلطة تعلو على سلطة القرآن الكريم، وبذلك يسترسل النيهوم في حديثه،عن السياق الذي ظهرت فيه الأحاديث النبوية، حيث يقول {أن الحديث النبوي هو نص التوراة والإنجيل وكان الكهنة قد عبثوا بهذا النص طوال الفي سنة على الأقل، وسخروا فكرة الحديث المنقوللكي يسجلوا على ألسنة الأنبياء أقوالا محرفة تحريفا خطيرا، وهذا أمر أسهب القرآن في تفصيله مثل سورة آل عمران ..مثلا}{انظر الإسلام في الأسر}.
الرسول بريء مما نسب اليه
وأمام هذا الواقع التحريفي للنصوص الدينية يضيف النيهوم،كانت معركة الرسول محددة سلفا، فأولى مهامه كانت تتحدد في صد كتب الحديث النبوية التي كانت هي النصوص المعتمدة عند نزوله،مضيفا في السياق ذاته: انه ليس من المصادفات أن يفتتح كتاب الله بقول {إقرأ باسم ربك الذي خلق}سورة العلق، بَدَلَ أُكْتُبْ.
يخلص النيهوم الى فكرة أساسية مفادها: أن القرآن قد أنجز مهمته خلال ثلاثة وعشرين سنة، في استبدال كتب الحديث، مُحَّصنا ضد كل تحريف، ومحررا للنص المقدس من أهواء المؤسسات السياسية،وقد اختار الرسول أن يعلن هاته الخاتمة بنفسه في حجة الوداع من خلال نص قراني صريح{ اليوم أكملت لكم دينكم}. مؤكدا بذلك اكتمال النص الشرعي في صيغته القرآنية، ليكون منزها عن كل الإضافات والزيادات التي لحقت بالكتب الدينية الآخرى عن طريق الأحاديث النبوية التي هي من صنيعة اليهود والمسيحيين، يضيف النيهوم.
عـبـث الـسـلطة الحـاكـمة بالمؤسسة الفقهية
يختم المفكر قوله: بأن شريعة الحديث تركت مكانها لحكومة الفرد المطلق، وهو أمر يستحيل احتواءه في دستور الشرع الجماعي، على اعتبار أن دستورا من هذا النوع لم يكن ليخول لليزيد بن معاوية ولاية الحكم، فكيف إذالليزيد ألا يصنع ما يشاء في شريعة الله وصولا للحكم، والجميع يعلم مدى عِزَّة سلطة الحكم على نفس الإنسان، علما أن المؤسسة الفقهية تأسست تحت السيف في هاته الفترة بالذات وهي مسألة مدونة في كتب التاريخ الرسمي والغير الرسمي ؟