عماد كزوط ـ أمام الحي الجامعي بمنطقة الساكنية بالقنيطرة، سقطت طالبة أرضا مُغمى عنها، قبل أسبوع، بعد أن سالت دماء من جهازها التناسلي، خلال ركوبها على دراجة هوائية، حيث كانت القوة التي جلست بها الفتاة على الكرسي هي ما أدت لنزول القليل من الدم من عضوها التناسلي، مما جعلها تصاب بحالة من الذعر والهلع، خوفا من أن تكون قد فقدت غشاء بكرتها. السؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام، هو لماذا كل هذه الهالة والقدسية للبكرة لدى الشعوب العربية والإسلامية تحديدا؟
ليست ممارسة الجنس وحدها من يخسر الفتاة بكرتها
يعيب البروفسور البقالي في تصريح لـ”إنصاف”، على بعض الناس الذين يختزلون المرأة في بكرتها، محملا كافة المسؤولية للإعلام المغربي؛ حيث لا يقوم بدوره في الأمر، وذلك عن طريق حملات تحسيسية وتوعوية في الموضوع، على اعتبار أن الممارسة الجنسية ليست وحدها من يمكن أن يفقد الفتاة غشاء بكرتها، مضيفا أن اللَّوْم لا يمكن أن يعود للمجتمع باعتباره مجتمعا غير واعيا بقدر ما يتحمله الإعلام.
دعوة لجميع الفتيات بـ”إعدام بكرتهن”
يرى رئيس “جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان” في تصريح لـ”إنصاف” في اعتبار غشاء البكارة معيارا للقيمة الأخلاقية للمرأة، “عيب واحتقار لها”، مؤكدا أن تحديد أخلاقية المرأة بهذه الطريقة لا تنتج لنا سوى ما وصفها بـ”عقليات الاحتيال”، من قبيل ممارسة الفتاة الدعارة كيف ومتى شاءت؟ وتقوم بصناعة بكرة جديدة، دون أن يدري أحد.
ويرى حجي أن البكارة حق وملك للفتاة لوحدها وليس للمجتمع الحق في محاسبتها على شيءهو ملك لها لوحدها، موضحا أن أي حركة بدنية صعبة يمكن أن تؤدي بالفتاة إلى فقدان بكرتها، داعيا الإعلام المغربي ومسؤوليته إلى تنوير الناس في هذا الإشكال المستفحل والمؤرق للمجتمع، فضلا عن دعوته لتأسيس حركة نسائية احتجاجية على الطريقة الفرنسية، حينما بدأت الأمهات الفرنسيات في بداية الستينات بتوجيه بناتهن للطبيب من أجل تخليصهم من ذلك الوهم العرفي، كما وجه دعوته لكافة الفتيات بإعدام بكرتهن لأنفسهم لأن ذلك يبقى ملكهن لوحدهن، يضيف لحبيب حجي.
إذا كان غشاء البكارة هو دليل شرف البنت فما هو دليل شرف الرجل؟
أمام هذه المواقف الحقوقية الطبية تتساءل المفكرة المصرية نوال السعداوي من خلال كتابها المرأة والجنس، هل من الممكن أن يكون الشرف صفة تشريحية يولد بها الإنسان أو لا يولد؟ وإذا كان غشاء البكارة هو دليل شرف البنت فما هو دليل شرف الرجل؟ محملة كافة المسؤولية للمرأة ذاتها، باعتبارها هي من تخلت عن قيمتها كإنسانة وعن صدق مشاعرها لتضمن الشرف الاجتماعي الظاهري، مؤكدة السعداوي قول الحقوقي لحبيب حجي، بأن المرأة تعلمت الاحتيال و الزيف وعرفت كيف تعامل المجتـمع كما يعامـلها، إذ تعلمت كيف ترضي الرجل وتمارس معه الجنس دون أن تفقد عذريتها، تعلمت كيف تبيع نفسها بعقد الزواج وتكبت حبها الحقيقي إلي الأبد أو تمارسه في الخفاء.
وغير بعيد عن هذا السياق تضيف نوال السعداوي أن المجتمع الذي يؤمن بالعفة في الجنس كقيمة أخلاقية فلابد أن تسري هذه القيمة على جميع أفراد المجتمع لا أن تسري على جنس دون آخر أو طبقة دون طبقة أخرى، مما يؤكد على أن هذه العفة ليست قيمة أخلاقية وإنما هي قانون فرضه النظام الاجتماعي المؤسس على سلطة الذكر.