حسن الحافة – في سابقة من نوعها، يعتزم طلاب و طالبات الجامعات المغربية تنظيم وقفة إحتجاجية أمام قبة البرلمان، و ذلك في 23 من شهر مارس الجاري تحت شعار ’’من أجل توحيد صفوف الحركة الطلابية لمواجهة سياسة التعليم الطبقية، و دفاعا عن الحريات الديموقراطية‘‘، للمطالبة برفع الحظر عن نقابتهم ’’الإتحاد الوطني للطلبة المغرب‘‘، و إطلاق سراح الطلبة المعتقلين وكافة المعتقلين السياسيين، و كذا إسقاط المذكرة الثلاثية و رفع العسكرة عن الجامعات.
وحسب نداء لجنة متابعة خلاصات ندوة 23 مارس (لجنة مكونة من عدة فصائل)، الجهة الداعية، فإن خطوة 23 مارس المقبل تأتي بسبب ’’ما تعرفه الجامعة المغربية من هجومات متواصلة من طرف النظام القائم، سواء على المستوى المادي أو البيداغوجي أو الديمقراطي، تقزيم المنح، تشريد الطلاب وإغلاق الأحياء الجامعية، الإجهاز على حق التغذية، عسكرة الكليات والأحياء الجامعية، تدنيس الحرم الجامعي من طرف أجهزة القمع، الاعتقالات‘‘.
واعتبرت اللجنة أن الهجومات لن تتوقف إن لم يكن هناك رد طلابي حازم وموحد، في إطار إضراب وطني، واعتبرت يوم الأحد القادم بداية للرد.
و تأتي هذه الخطوة، كما أكد لنا أحد مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كمبادرة من أجل إخراج نضالات الطلاب من حيزها الضيق(الجامعة)، و لإشراك كافة الإطارات التقدمية في مطالب الطلاب المتعلقة بالسكن الجامعي، و تحسين شروط التحصيل الدراسي… و إسترسل نفس المصدر، أن هذه الخطوة جاءت بعد سنوات من النقاش الداخلي بين تيارات سياسية و فصائل من داخل الحرم الجامعي”.
وفور الإعلان عن وقفة 23 مارس، توالت بلاغات المشاركة والتثمين من عدة فصائل طلابية، فيما أعلنت عدة هيئات مشاركتها في الخطوة التي تعتبر سابقة من نوعها في تاريخ الحركة الطلابية بأخذ مبادرة نقل الاحتجاج من الجامعة إلى الشارع بشكل مركزي ومعلن عن سابقا، كما تعتبر مؤشرا على تطور في نضال الجامعات المغربية التي تعيش على إيقاع احتجاجات يومية في كل موقع.
وبادرت حركة 20 فبراير تنسيقية الرباط إلى الدعوة للمشاركة في التظاهرة الطلابية، تثمينا للمبادرة الوحدوية بين الفصائل الطلابية، ’’ ونظرا لما تمثله محطة 23 مارس 1965 في التاريخ النضالي للمغاربة وما يعبر عنه هذا التاريخ من تضحيات جسام قدمها الشعب المغربي من أجل التحرر‘‘ حسب بلاغ أصدرته الحركة.
ودعا المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان مناضلي الجمعية للمشاركة المكثفة في الخطوة الطلابية الموحدة انسجاما مع مطالبها برفع ’’الحصار عن الجامعة المغربية وإلغاء المذكرة الوزارية الثلاثية وخلق الشروط الضرورية لتسترجع الجامعة دورها التنويري‘‘ ، فيما ثمن مجلس التنسيق الوطني للاتحاد المغربي للشغل-الصف الديمقراطي الخطوة معبرا عن أمله في تقوية التعاون بين الفصائل التقدمية ل أ.و.ط.م لما فيه مصلحة الطلبة والشعب المغربي.
وأعلنت لجنة التنسيق الوطني لشبيبات تجمع اليسار الديمقراطي عن ’’دعم هذه التظاهرة الوحدوية والتعبئة لها والمشاركة فيها، دفاعا على الجامعة المغربية وتدعيما لمسار توحيد وتنظيم نضالات الحركة الطلابية‘‘ وأكدت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب مشاركتها في الخطوة الطلابية ودعت مناضليها للمشاركة الوازنة والفاعلة، انسجاما مع موقف الجمعية من ’’الميثاق الوطني للتربية والتكوين ومن المخطط الاستعجالي، ومن كافة المخططات الطبقية التي تستهدف أبناء الشعب المغربي‘‘ وباعتبار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو المدرسة الأم وأحد أهم حلفاء الجمعية، إضافة إلى أن طلبة اليوم هم معطلو الغد.
يذكر أن الخطوة التي جذبت تأييدا كبيرا تمت بمبادرة من فصائل طلابية انخرطت في ما أطلق عليه ” لجنة المتابعة لندوة 23 مارس”، و التي عقدت مجموعة من الندوات بجامعات المغرب، لنقاش أليات توحيد نضالاتها، و الحد من العنف، و كذا مناقشة قضية الإعتقال السياسي الذي يطال الطلبة.