بوشرى الخونشافي ـ تنوعت افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة يوم الثلاثاء 11 فبراير بين الحديث عن الترتيب الذي بات يحتله المغرب على مستوى الفساد وبين المخاطر المحدقة بالمغرب بعد الزيادات المتوالية في أسعار المواد الغذائية فيما تطرقت افتتاحيات أخرى لموضوع الاغتصاب فيما عرجت أخرى على التقرير القاتم الذي قدمته منظمة الشفافية ” ترانس برانسي” حول حصيلة حكومة عبد الإله بنكيران خلال سنة 213 التي اعتبرتها المنظمة سنة إحباط بامتياز.
المغرب في خطر وعلى الساهرين على شؤونا أن يقفوا وقفة تأمل مع الذات
دعت “المساء” من وصفتهم بـ”الساهرين على شؤون البلاد” إلى وقفة تأمل مع الذات تضع قطيعة مع سياسة إخفاء الشمس بالغربال، وإلى إيجاد حلول عاجلة لمشاكل المغاربة العويصة، التي ما فتئت تتفاقم وقد تؤدي إلى نتائج وخيمة على البلاد والعباد.
“المساء” دعت إلى ذلك، على خلفية نتائج البحث الدائم حول الظرفية لدى الأسر، الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط، والتي كشفت أن المغاربة يزدادون تشاؤما مما تخفيه لهم الشهور المقبلة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
والخطير تضيف “المساء” أن الحكومة الحالية ـ التي لم تحمل للمغاربة إلا مزيدا من الفقر والبطالة وغلاء المعيشة، وهي كلها مؤشرات تعتبر بمثابة الرماد، الذي يخفي تحته نارا يمكن أن تأتي، لا قدر اللله على الأخضر واليابس في هذا البلدـ تتجه بإصرار لتنهي السنة الجارية على إيقاع تدابير جديدة غير شعبية، تهم بالأساس الرفع من سن التقاعد وإلغاء الدعم بشمل مباشر عن مجموعة من المواد الاستهلاكية الأساسية.
الفساد أكبر حزب بالمغرب
وقفت افتتاحية “أخبار اليوم” عند تراجع المغرب بثلاث درجات على مستوى سلم “الفساد”، مشيرا إلى أن هذا التراجع حدث في ظل حكومة يقودها حزب بنى مجده السياسي على شعار “صوتك فرصتك للقضاء على الفساد والإستبداد”.
واعتبر بوعشرين أن حزب الفساد في المغرب هو أكبر حزب يسود ويحكم. وتساءل بوعشرين عن سر عجز الحكومة من الاقتراب من الفساد قبل أن يجيب بأن حزب “المصباح” عندما وعد بالقضاء على الفساد في برنامجه الحكومي، فإنه كان يتحدث عن آفة لا يعرفها حق المعرفة، مُشيرا إلى أن حزب “العدالة والتنمية”، كان “بوجادي” في هذا المستوى.
ثانيا، يضيف بوعشرين، حزب “المصباح” لما دخل إلى السلطة وتعرف على جزء من الفساد، ورآه رأي العين، لم يعرف كيف يواجهه ولا بأي سلاح يقضي.
ثالثا، لما عرف بنكيران الفساد وعرف طرق القضاء عليه، وجد نفسه عاجزا عن دفع كلفة هذه الحرب، فرجع إلى الوراء متصورا أنه سيعقد صلحا مع الفساد بمقتضاه سيعفو هو عما سلف، وسيكف الفساد عما سيأتي، أي أن الفساد سيتوب إلى الله على يد بنكيران.
وأوضح بوعشرين أن الفساد عرف أن مسدس بنكيران فارغ من الرصاص، ولهذا استأنف عمله.
سنة إحباط بامتياز
وقفت “صحيفة الناس” في افتتاحيتها عند تقرير منظمة “ترانس برنسي” الذي منح فيه تنقيطا سيئا لحكومة العدالة والتنمية، في مجال محاربة الرشوة والفساد، إد اعتبرت سنة 2013 سنة إحباط بامتياز.
وأضافت “الصحيفة” أن هذه الشهادة “السلبية”من منظمة تحظى تقاريرها بالاهتمام تأتي في الوقت الذي يلمس فيه الجميع تراجع الآمال والطموحات، التي كانت معقودة على الحكومة الحالية، التي جاءت في فورة الربيع العربي، فقد كانت محاربة الفساد هي الشعار الرئيسي، الذي طغى على الخطاب الحكومي طيلة الفترة الماضية، خاصة في الشهور الأولى لتنصيب الحكومة غير أنها سرعان ما أخلفت مواعيدها مع المواطنين وتخلت عن شعاراتها الأولى، مشيرة إلى أن الحكومة بدأت في نهج سياسة اجتماعية تثير الإحباط في نفوس المواطنين، مقابل ذبول خطابات الإصلاح ومحاربة الفساد والرشوة وتمنت “الصحيفة” أن تتدارك الحكومة ما أضاعت من الوقت المحسوب على المواطنين والدخول في البرامج المسطرة عوض مراكمة الأصفرار من خلال التقارير التي تدق ناقوس الإنذار.
بنكيران: الذين يعارضون حكومتي ليسوا هم الذين يظهرون في الإعلام
وقفت صحيفة “الأخبار” في افتتاحيتها عند تصريح عبد الإله بنكيران، حين قال “إن الذين يعارضون حكومته ليسوا هم الذين يظهرون في الإعلام ولكنهم المتضررون من سياستها.
ورأت “الأخبار” أنه لا يمكن إلا تسجيل نقطة حسنة لفائدة رئيس الحكومة التي أشارت إلى مصدر الخلل في العلاقة مع الذين تضررت مصالحهم.
وتساءلت” الأخبار” هل القضاة الذين تظاهروا في الشارع فعلوا ذلك، لأنهم يمثلون صوتا أخر غير صوت العدالة ؟ وهل الأساتذة الجامعيون الذين يهددون بتنفيذ إضراباتهم يمثلون مصالح خاصة؟ وهل التلاميذ الذين ناهضوا برنامج “المسار” الذي أقرته وزارة التربية الوطنية في غياب أية مشاورة أو حوار هم أيضا يعكسون مصالح خاصة.
وأضافت “الأخبار” أن أية حكومة حين تواجه تصعيدا شعبيا تلتقي عنده كل هذه الفئات وغيرها، يكون ذلك علامة على أن الأشياء لا تسير في الاتجاه الصحيح إلا أنه بدل أن ينظر رئيس الحكومة إلى مرآة الشارع الملتهب يفضل أن يرى الصورة البراقة التي تزين له المشهد، وهي تقول أن مشاكل الحكومة مع المعارضة لا مع الشعب، انه التبسيط الذي يقود إلى الوهم تضيف اليومية.
لا يجب تسليع مأساة الناس
انتقدت افتتاحية “العلم” ما تنشره كثير من المؤسسات الإعلامية المغربية من أخبار حول اغتصاب النساء والأطفال.
ورأت “العلم” انه بملاحظة ما تنشره بعض من هذه الصحف تعتقد أنك في مجتمع لا توجد فيه غير الوحوش الفتاكة المكبوتة التي ترى الجنس شكلا من الأشكال الطبيعية لتفريغ العنف والعداء.
وأضافت”العلم” أنه في جميع أصقاع المعمور تقع جرائم متشابهة أو ربما أكثر ولكن تقدير وسائل الإعلام في كثير من هذه الأصقاع يكون مختلفا، وأن تعامل وسائل الإعلام مع هذا النوع من الجرائم يكون مختلفا.