إنصاف بريس
المهدي بن عمر – يواصل الإعلامي العربي اسعد طه، على حسابه الشخصي بالفيسبوك، سرد ذكريات و حكايات من برنامج “نقطة ساخنة” الذي كانت تبثه قناة الجزيرة، ليكون الدور هذه المرة على المغرب والملك محمد السادس، حيث حكي الرجل قصة حلوله سنة ألفين وثلاثة إلى المغرب واتفاقه مع القصر على إنجاز شريط وثائقي عن الملك محمد السادس، لذي قال طه أنه ترك لديه بعد لقائهما انطباعا جيدا “كملك للفقراء ، يدافع عنهم ويتبنى مطالبهم ، ملك يقود سيارته بنفسه في شوارع الرباط ويتوقف عند إشارات المرور ، ويناهض عادة تقبيل يده ، كان الأمر مدهشا بالنسبة لي ، وتخيلت فيلما وثائقيا عن الملك في حياته اليومية الخاصة”.
أسعد طه قال أن محمد السادس وافق على مشروع الشريط الوثائقي، لكن الفكرة تسببت في نشوب صراع بين فريقين بالقصر، “حرس قديم يرفض الفكرة مطلقا ، يريد للملك أن يحتفظ بالصورة التقليدية ربما التي كانت لوالده، ويظن أن فيلمي يهدد هيبته، وحرس جديد يريد أن تدخل المغرب في مرحلة جديدة وتواكب عصرها، ويرغب بشدة في أن تخرج صورة الملك إلى الناس على هذه الشاكلة”.
و هو ما لم يمنع فريق العمل الصحفي من الشروع في التصوير، “فحضرت اجتماعا ضم الملك مع حكومته، يقول طه، مرة في القصر ، ومرة مع رئيس حكومته في سيارة الملك المخصصة لذلك وهي تسافر من الدار البيضاء إلى الرباط ، ويوم عمل آخر في القصر ، ويوم أيضا مع ولي عهده ، ويوم ثالث مع أخيه مولاي رشيد ، وفي ذلك كله أقر أنها كانت تجربة جديدة لي”.
لكن “في أحد الأيام كنت أنتظر في الفندق لتعليمات الخطوة المقبلة ، انتظرت طويلا ، أنتهى اليوم دون تحقيق أي إنجاز، مر يوم آخر، ثم يوم ثالث، فيوم رابع، ثم كان علي أن أعترف أن الحرس القديم قد انتصر، وأن علي أن أحمل حقائبي وأرحل، وأن المشروع قد أجهض، وفي الطائرة حدثتني نفسي وأنا حزين على ما جرى: عليك أن تهيم بالمغرب حتى تدرك سره !”
هكذا انتهى سرد أسعد طه لذكرياته عن المغرب
وهكذا تم إجهاض شريطه عن الملك…