إنصاف بريس
المهدي بن عمر – يوما بعد آخر يزداد ارتفاع أسهم الفرضية التي تقول أن فرنسا، و ليس الجزائر، هي من يقف وراء الحساب على تويتر المسمى “كريس كولمان” الذي تتخفى وراءه باريس للانتقام من “لادجيد” بعد تسريب اسم مديرة المخابرات الفرنسية في المغرب للصحافة.
الحساب الذي يسرب وثائق سرية تخص الدبلوماسية المغربية على موقع تويتر، وجه هذه المرة ضربته لمحور الرباط/مدريد المتسم مؤخرا بتنسيق أمني و سياسي غير مسبوق، مقابل تأزم في العلاقات بين الرباط وباريس يذكر بما عرفته علاقاتهما من توتر منتصف الستينات من القرن الماضي على عهد الراحلين الحسن الثاني و شارل ديغول بسبب اتهام فرنسا المخابرات المغربية باختطاف المهدي بن بركة من قلب العاصمة باريس.
“كريس كولمان”، الذي تُقابل صولاته وجولاته بصمت مريب من الدولة المغربية، نشر، هذه المرة، مراسلات عبر البريد الإلكتروني بين مدير ديوان رئيس المخابرات المغربية وصحافية مغربية، كلفها فيها بنشر مقالات تحت الطلب وجمع معلومات حول مواضيع وملفات مختلفة.
وهي الصحفية التي ليست سوى زوجة السفير الإسباني في العاصمة الهندية نيودلهي التي اقترنت به عام 2010.
و رغم أنه عاد في ميدان الاستخبارات ألا تفرق عملية التجسس بين عدو و صديق، فأنه لا يستبعد أن تثير هذه التسريبات الجديدة بعضا من الجدل في إسبانيا التي تمكنت المخابرات المغربية من اختراق جهازها الدبلوماسي.
التسريب الجديد الذي تم ساعات بعد الكشف عن إلغاء الرباط للزيارة التي كان يعتزم وزير الخارجية صلاح الدين مزوار القيام بها الى باريس الجمعة المقبلة، يعطي مشروعية لاتهام فرنسا بالوقوف وراء “كريس كولمان” الذي يستهدف أساسا الدبلوماسية المغربية و جهاز المخابرات الخارجية دون غيره من باقي الأجهزة الأمنية الأخرى كمديرية مراقبة التراب الوطني والاستعلامات العامة أو مديرية الشؤون الداخلية مثلا.
علما أن بيرنار باجوليت، المدير الحالي للمخابرات الخارجية الفرنسية الذي يحظى بتأثير قوي في فرنسا، معروف عنه أنه لا يرى بعين الارتياح للمغرب، وقد يكون أعطى الضوء للرد على تسريب اسم أنييس فلين التي كانت مديرة ديوانه قبل التحاقها بالمغرب.