إنصاف بريس – أكد عبد الهادي خيرات مدير نشر جريدتي “الاتحاد الاشتراكي” و”ليبراسيون” اليوم الخميس استئناف صدور الصحيفتين يوم غد الجمعة.
وأوضح خيرات أن استئناف صدور الجريدتين يأتي بعد تجاوز بعض المعيقات التي كانت تحول دون ذلك “حتى نكون عند حسن ظن قرائنا وزبنائنا الاوفياء”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وتجدر الإشارة إلى أن، جريدتي “الاتحاد الاشتراكي”و”ليبراسيون” غابتا اليوم الخميس عن الاكشاك،
بسبب خلافات حادة ظاهرها شخصي وباطنها يعبّر عن تجاذبات سياسية يعاني منها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يرأسه اليوم إدريس لشكر
والحزب يعاني من هذه التجاذبات منذ انبثاقه بديلًا لحزب الاتحاد للقوات الشعبية، الذي عرف منذ تأسيسه في 1959 كتيار يرفض السياسة المحافظة التي ينتهجها حزب الاستقلال، وينادي بالديمقراطية والاشتراكية والقومية.
منذ ذلك الحين، انتاب الحزب تشنجات داخلية، وتباينات في تقييم الحالة المغربية، التي كانت تتسم بتوترات حادة بين نظام الحكم والقوى المعارضة.
وعانى حزب القوات الشعبية، إذ كان بعض اطرافه الداخلية يريد فرض توجهات معينة عليه، قد لا تحظى بالموافقة الكاملة بين التيارات المتصارعة داخل الحزب، خصوصًا تلك التي عادت النظام صراحة، ولجأت إلى العنف. وتزايد الشقاق الداخلي، حتى صار الاتحاد الاشتراكي بعد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عبارة عن وحدات صغيرة متناقضة تنظيميًا وعمليًا.
ما يحدث الآن داخل الاتحاد الاشتراكي حول أحقية ملكية جريدته الاتحاد الاشتراكي ليس وليد اللحظة، لكنه رسم خريطة جديدة للحزب.
فقد وضع المكتب السياسي للحزب، أعلى سلطة فيه، يده على مكاتب الجريدة، مستندًا الى استنجاد بالامن لمواجهة مدير الجريدة عبد الهادي خيرات، الذي رفض الانصياع لقرار قيادة الاتحاد في التخلي عن منصبه، رغم محاولات دامت أسابيع لحل المشكلة داخل أروقة الحزب.
وقام بعض الوسطاء بمساع حميدة لإنهاء المسألة وديًا، اتقاء لأي ضرر يمكن أن يمس الحزب جراء هذه المسألة التي أصبحت شائكة.
والمعروف في المغرب أن إدارة الأحزاب السياسة لصحفها يتراوح بين حدين، قانوني وحزبي. والسائد في مثل هذه القضايا هو الجانب الاخلاقي والحزبي، ومدى امتثال مدير جريدة الحزب للقرارات الصادرة من الهيئات المسؤولة.
حتى مساء الأربعاء، تدل المؤشرات الواردة من مقر إدارة الجريدة ومطبعتها على أن التوتر على أشده، إذ لم يعط خيرات بعد إشارة البدء بطبع الجريدة.
وهذه أوّل مرة تحتجب فيها جريدة الاتحاد الاشتراكي عن الصدور. وكانت اللجنة الإدارية للحزب قرّرت تفويض المالكي مهمة إدارة نشر الجريدتين بعدما أقال لشكر خيرات من منصب مدير النشر.