تتواصل ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي حول قرار محكمة الاستئناف الشرعية في الأردن القاضي بعدم أهلية المرأة المتبرجة (غير المحجبة) للشهادة والذي يعني أنه لا يجوز، قبول شهادة “المتبرجة”، لدى أية محكمة شرعية.
وجاء القرار على خلفية قضية تفريق بين زوجين، وبحق شاهدة، قال القرار إنها “سافرة عن شعر رأسها، وأدت شهادتها أمام القاضي وهي كذلك”، ما اعتبره “مانعًا من عدالتها للشهادة”.
واعتبر القرار أن “الفقه الإسلامي ومذهب أبي حنيفة، مرجع القانون في اعتبار البينات في الموضوع، وفي الموضوع عند عدم النص في القانون، هو في حرمة كشف رأس المرأة، واعتباره حراماً، ومانعاً من عدالة المرأة الموصوفة بذلك، وبذلك لا تقبل شهادتها”.
وأسند القرار هذا المنع إلى تفسير للقرطبي، ولكتاب مراتب الإجماع لابن حزم الظاهري، في باب الأقضية والشهادات، ومن الكتب الحديثة، لفتاوى الشيخ مصطفى الزرقا الذي قدم له الدكتور يوسف القرضاوي. الحكم عرف وفض واحتجاجات منزمات نسائية و حقوقية و دعوا الجهات المعنية لـ”مراجعة القرار وإلغائه”، لا سيما أن “لباس المرأة حرية شخصية يقرها الدستور والقانون .
وبمجرد الكشف عن مضمون القرار والحصول على نسخة منه اشتعل على فيسبوك وتويتر وانستغرام السجال والنقاش الحاد والمتشنج بين مؤيدي القرار ومعارضيه، وممن هم على أعراف النقاش، ومن آخرين دخلوا ليجادلوا الناس بغير علم، ولا هدى سوى استسهال التعليق ومجانيته على صفحات التواصل الاجتماعي.
إحدى المشاركات قالت إن القرار “متخلف ولا يمت إلى الحاضر الذي نعيشه، والذي أعاد للمرأة حقوقها بعد عقود من الظلم والتهميش”، في حين ذكرت إحداهن أن “القرار ظالم ويفرق بين أبناء المجتمع الواحد ولم يراع وجود “الجالية المسيحية” في الأردن”. وفي الوقت الذي قال الداعية محمد رسمي علي : “لابد من التنبه إلى أننا أمة مسلمة والقرآن هو الحكم بيننا”، علقت على رأيه الكاتبة الأردنية هدى القواسمة بالقول: “إن التحاكم الى القرآن يخص المسلمين، فكيف سيناقش من لا يؤمن فيه، وبأية مرجعية”؟ وسألته فيما إذا “يعني القرار بـ “مفهوم المخالفة” أن كل محجبة هي أهل للشهادة الصادقة بالمطلق، وهل الحكم “يعني تكذيب غير المحجبات وهن بأعداد هائلة في الأردن فقط وأنا منهن”.
أحد المعلقين نشر تعليقا مفاده: “هل نتوقع قرارا مماثلا بعدم قبول شهادة الرجل غير الملتحي؟” ، وعبر صاحب التعليق عن تخوفه من الانزلاق رويدا نحو الأفكار والتطبيقات المنتهكة لحريات البشر باسم الدين وتفسيرات تحتمل الصواب والخطأ وليست منزهة عن المغالاة ووجهة النظر الفردية.