إنصاف بريس-
بقلم : المحلل أبو إنصاف – في سنة 1988 أي منذ ربع قرن قدم المغرب شابا كاميرونيا مسلما إلى القارة الإفريقية بالدار البيضاء رئيسا للكاف و تحالف المغرب و الاتحاد العربي لإسقاط خصوم عيسى حياتو في الانتخابات و هما وزير خارجية كامبيا العضو بالكاف آنذاك و رئيس لجنة التحكيم بالكاف الطوغولي السيد إيكوي.
تشاء الصدف بعد 25 سنة أن عيسى نفسه سيبعد المغرب كرويا عن إفريقيا من خلال قراراته القاسية ماليا و رياضيا.
و يبدو أن الاجتماع الأخير للمكتب الجامعي/بمن حضر/ خول الصلاحيات لرئيس الجامعة لاتخاذ المبادرات اللازمة لمعالجة الملف أملا في إبطال الأحكام.
يرى المراقبون أن عيسى حياتو تحركه ديناصورات الكاف/بعضها معادي للمغرب/ غير مستعد للتنازل.
كما أن المغرب لن يرضيه كبلد له مكانته البارزة بإفريقياأن يركع للقرارات الجائرة.
و في ظل هذه الأوضاع فعيسى حياتو الذي هيأ الظروف لولاية جديدة سيحولها المغرب إلى ولاية مضطربة قد يندم في آخرها رئيس الكاف على عدم المغادرة مبكرا مرفوع الرأس.
غير أن هذا السلوك هو طبيعة الرؤساء الأفارقة و حتى السياسيين/باستثناء السينغالي سنغور/.
و يتساءل المراقبون ما هي الحلول الممكنة و الأوراق التي سيشهرها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للعثور على مفتاح قفل هذا الملف الشائك؟
أعتقد أن استراتيجية الرجل ستقتصر في المرحلة الأولى على عنصرين :
1- إبداءالرغبة في التفاوض لتذويب العقوبات
2-الاستمرار في الاستشارات مع كبار خبراء القانون و كبار مكاتب المحاماة بأروبا للترافع بعد وضع الملف أمام الطاس .
و سيكون السيد لقجع /بالإضافة إلى ذكائه و حكمته و اجتهاداته المعروفة/في حاجة إلى الديبلوماسية المغربية بالقاهرة من خلال التواصل مع واحد من كبار خبراء القانون و الديبلوماسية المحنك نبيل العربي عضو الطاس .
و رأيه سيكون مفيدا للتشجيع على طرح الملف أمام الطاس أو اختيار أسلوب المهادنة و التفاوض و إن تطلب الأمر تقديم ملتمس للتخفيف من العقوبات .
وهذا طبعا في حال انسداد أفق التقاضي إذا لم يشجع الخبراء القانونيون/بالقاهرة والكويت و فرنسا إو في سويسرا/ المغرب على السير في طريق – الطاس-
و على أية حال فالمهمة لن تكون سهلة لرئيس الجامعة كما أن عيسى حياتو سيجتاز فترة عصيبة في جميع مراحل الملف المغربي إذا ما اختار الطرفان التصعيد.
فالتصعيد لن يخدم الكاف لإن المغرب ركيزة أساسية بإفريقيا. و هذا الاختيار سيجرد عيسى حياتو من صفة رجل الإجماع و التوافق.
و بالنسبة للمغرب سيكون التصعيد معاكسا للخطاب الرسمي الذي يمد جسور التعاون مع إفريقيا و يتفاعل معها كمنشط و فاعل اقتصادي و تنموي.
فالمغرب لن يقبل بالقرارات الصادرة عن الكاف الذي يبعد المغرب كرويا عن القارة لمدة أربع سنوات و هي فترة ولاية السيد حياتو.
و بعدها تنفرج الأمور. و ستكون الخسارة مزدوجة للمغرب في حالة الركوع أمام القرارات الظالمة و القبول بالأمر الواقع فالكرامة هي عنصر إجماع المغاربة في الموضوع.
طريق التصعيد بحمل الخسارة للكاف و المغرب و كرة القدم الإفريقية بينما تليين المواقف خاصة من طرف الكاف سيكون مفيدا لتمكين عيسى حياتو من إتمام آخر ولاية له في بهاء .
و لكن عليه إغلاق أذنيه عمن يوشوش في اتجاه صب الزيت على النار لإشعال الأزمة.