نادية باسين – تنوعت افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة يوم الأربعاء 26 مارس، بين الحديث عن الرقابة على المؤسسات العمومية وشبه العمومية، وبين من اختارت الحديث عن ارتباك العمل الحكومي يؤدي إلى الزيادة في أسعار الحليب، و المبادرة تأسيس فيدرالية تجمع بين أحزاب الطليعة والاشتراكي الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي، و بين من تناولت التحرر من العبودية.
ارتباك العمل الحكومي
وقفت “صحيفة الناس” في افتتاحياتها عند اعتراف عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، في لقاء داخلي لحزب العدالة والتنمية، يوم الأحد الماضي في بوزنيقة، بوجود ارتباك في العمل الحكومي، ما أدى – حسب اعترافه -إلى زيادة في أسعار الحليب.
وأشارت الصحيفة أن ما قاله رئيس الحكومة، الذي يفترض أن حكومته تشتغل بشكل جيد – حسب تصريحات كثيرة صادرة عنه وعن وزراء في حزبه- ولا توجه سوى مشكلة “التماسيح والعفاريت” والمشوشين.. بهذا الاعتراف تبين أن مشكلة هذه الحكومة هي الحكومة نفسها، بسبب تراكم الأخطاء والاختلالات وانعدام التجربة.
وتسألت “صحيفة الناس” فهل يمكن لمسؤول كبير في الدولة أن يبرر زيادة مهولة في مادة أساسية تهم حياة المواطنين ومعيشتهم بمجرد خطأ بسيط يتمثل في عدم الرد على مراسلة؟ إنها قمة العبث.
الرقابة على المؤسسات العمومية وشبه العمومية
وقفت يومية”الأخبار” عند الضغوطات والتهديدات التي اشتكت منها اللجنة البرلمانية، والغريب في الأمر أن أي تحقيق لم يفتح في اتهامات ثقيلة من هذا النوع. فإذا كان السادة النواب الذين يتوفرون على الحصانة أثناء أداء واجبهم، يتعرضون للضغوط، فما بال عموم المواطنين والموظفين، إن هم جاهروا بوجود اختلالات في هذا القطاع أو ذاك.
وأضافت “الأخبار” أنه لحد الآن لم يتم تفعيل البند الدستوري الذي يمنح المواطنين والجمعيات غير الحكومية صلاحية تقديم العرائض ورصد التجاوزات.
الرقابة على المؤسسات العمومية وشبه العمومية جزء لا يتجزأ من مسؤوليات المؤسسة التشريعية.
وإذا كانت المهام الاستطلاعية ستظل مجرد تقارير يتم التداول في جلسات نيابية، من دون الذهاب إلى أقصى الحدود، فإننا سنكون فعلا أمام مسلسل اسمه ضياع الوقت والجهد.
مبادرة تأسيس فيدرالية تجمع بين أحزاب الطليعة والاشتراكي الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي
تناولت جريدة “المساء” في افتتاحيتها “تاريخ اليسار المغربي وهو تاريخ انقساماته”، وهي مقولة تفسر طبيعة التنظيمات اليسارية في المغرب، لكن مبادرة تأسيس فيدرالية تجمع بين أحزاب الطليعة والاشتراكي الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي جاءت لتشذ عن هذه القاعدة، وهي التي اختارت رص صفوفها رافعة شعار محاربة الفساد والاستبداد ومطلب التوزيع العادل للثروات.
وكشفت “المساء” أن هذه المبادرة التي اختير لها تاريخ 23 مارس بما يحمله من رمزية لدى أهل اليسار والمغاربة بشكل عام هي في تقديرنا مبادرة محمودة، خاصة أنها جاءت من أحزاب تتميز بنوع من العذرية السياسية وتملك خطابا فيه نوعا من المصداقية التي تطلبها فئات عريضة من الشعب.
التحرر من العبودية
اختارت يومية ” أخبار اليوم المغربية” في افتتاحيتها الحديث عن شعار الأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال بالتحرر من العبودية، الذي يصادف 25 مارس من هذه السنة: ” أحرار إلى الأبد “. هذا القلب غرضه نبيل، وهو تسليط الضوء على نوع آخر من العبودية لافكاك منه لكثيرين...
وأكد توفيق بوعشرين أن للعبودية تاريخ طويل وعمرا من عمر الانسان، منذ أن وجد البشر على الأرض وبعضهم يستبعد بعضا، بأشكال مختلفة وحيل متعددة وأساليب جهنمية (بالقوة، بالدين، بالسحر، بالحرب)، لكن الغرب المتقدم وصاحب الرسالة الحضارية والنبيلة إليه وحده يرجع الفضل في تحويل العبودية إلى تجارة، إلى بزنس وبيع وشراء في رؤوس البشر عبر المحيطات.