نادية باسين – تنوعت افتتاحيات الصحف الصادرة ليومي نهاية الاسبوع السبت والأحد 29 – 30 مارس الجاري، بين من تحدتث عن تدهور الصحة النفسية للمغاربة، ومن اختارت الحديث عن سلوك الذي تعرض له صلاح الدين مزوار الذي يتجاوز الأعراف الدبلوماسية، وبين من أكدت أن بنكيران الوحيد الذي نجا من الخريف العربي، وبين من وقفت عند سياسة الأبواب الخفية.
تدهور الصحة النفسية للشباب والمراهقين المغاربة
وقفت “المساء” في افتتاحياتها عند الأرقام الصادمة التي كشف عنها وزير الصحة، الحسين الوردي، حول الصحة النفسية للشباب والمراهقين المغاربة، التي تبعث بالقلق وتفرض الوقوف عندها مليا لتحليلها.
وتقول الأرقام التي اعتمدت في جانب منها على معطيات منظمة الصحة العالمية- إن 14 في المائة من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 سنة حاولوا الانتحار مرة واحدة أو عدة مرات، وإن 20 في المائة من الأطفال والشباب يعانون اضطربات نفسية كالاكتئاب واضطراب المزاج والاضطرابات السلوكية والمعرفية، وإن نصف الحالات المرضية تبدأ عند سن ال14 سنة.
وأكدت “المساء” أن هذا يعتبر مؤشر خطير على تدهور الصحة النفسية للمغاربة، مما يفرض تدخلا عاجلا للحد من تفاقم الوضعية وارتفاع الحالات المرضية بما ينذر بخطر وشيك على المجتمع.
سلوك يتجاوز الأعراف الدبلوماسية
اختارت “صحيفة الناس” في افتتاحيتها الحديث عن تعرض وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، يوم الأربعاء الماضي، لسلوك يتجاوز الأعراف الدبلوماسية في مطار شارل ديغول الدولي في العاصمة الفرنسية، عندما توقف في هذا المطار قبل أن يقفل عائدا إلى المغرب.
حيث اضطر مزوار إلى خلع معطفه وجواربه وجرى تفتيشه تفتيشا دقيقا، رغم صفته وزيرا لخارجية المغرب، البلد له علاقاته متعددة مع فرنسا على امتداد عقود من الزمن.
بنكيران الوحيد الذي نجا من الخريف العربي
تحدثت “أخبار اليوم المغربية” في افتتاحيتها عن عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، الإسلامي الوحيد الذي ظل في السلطة بعد أن تحول الربيع العربي إلى خريف ديمقراطي.
وأشار توفيق بوعشرين أن الملك محمد السادس عندما بعث رئيس حكومته الملتحي لتمثيله في القمة العربية بالكويت، كان يعرف أن مصر والسعودية والإمارات والبحرين تسعى إلى استصدار قرار من جامعة العرب يضع الإخوان، ومن على شاكلتهم، على قوائم الإرهاب… لأن جدول الأعمال ومطالب كل دولة تكون معروفة معلومة فبل الاجتماع.
وأضاف بوعشرين أن رسالة القصر الملكي بالرباط إلى العرب واضحة… “اتركونا بعيدا عن هذه الفتنة .. في المغرب هناك تجربة لإدماج هؤلاء مادام الشعب صوت لهم.
سياسة الأبواب الخفية
أكدت “الأخبار” في افتتاحيتها أنه صار بالإمكان الحديث بكل شفافية عن “سياسة الأبواب الخلفية” التي تناقض الأبواب المفتوحة في وجه الجميع.
السبب في ذلك أن بعض أعضاء الحكومة، كما حدث لوزراء التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية، اصبحوا يغادرون قاعات التجمعات الشعبية، أو يدخلون إليها من أبواب خلفية، هربا من ملاحقة الجمهور الذي يتكون من العاطلين حملة الشهادات الجامعية أو غيرهم، ممن لم يروا في “إنجازات الحكومة” ما يخفف عنهم عناء البطالة وشظف العيش.
وأضافت “الأخبار” أن الدرس الأهم الذي يجب استخلاصه من توالي الفرار من الأبواب الخلفية، أن تدبير الحكومة للملفات الاجتماعية كان أقل من التطلعات، كي لا نقول أفدح منها. وليس أكثر دلالة على ذلك من توالي هذه الظاهرة التي تعتبر أفضل معيار في استطلاعات الرأي.
مضيفة أن من يلوذ إلى الاحتماء بالأبواب الخلفية، إنما يهرب من “سياسة خلفية” أدت إلى ما وقع ويقع.