و م ع – يحتضن مقر عمالة إنزكان آيت ملول، يوم 22 أبريل الجاري، أشغال يوم دراسي وتحسيسي حول البيئة في موضوع “تفعيل فضاء الاستقبال واد سوس”، بمشاركة ثلة من الباحثين و الفاعلين الجمعويين والمتدخلين المحليين.
وأفاد بلاغ للمنظمين أن هذا اللقاء، الذي يوجه للفاعلين في مجال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يتطلع إلى أن يكون أرضية للتبادل والتداول حول الوضع الراهن لفضاء واد سوس وما يمتلكه هذا المجال من مؤهلات قابلة للتثمين.
وفضلا عن عرض شريطين وثائقيين حول “إشراك الجمعيات المحلية في تنظيف ضفاف واد سوس” و “إعادة امتلاك فضاء واد سوس وتثمينه”، يتضمن برنامج هذا اليوم الدراسي سلسلة من المداخلات والعروض ضمن أربعة محاور كبرى ترتبط بمختلف أوجه النهوض بهذا المجال ودور الفاعلين المحليين في تأهيله (التطور العمراني والنمو الديموغرافي، تدبير النفايات، تنقية المياه المستعملة، دور الجمعيات…)
وأوضحت ورقة تقديمية لهذا الملتقى أن فضاء واد سوس، الذي يمتد على مسافة 180 كلم على طول الوادي إلى غاية مصبه ويغطي مساحة كبيرة من الهكتارات، يختزن مؤهلات غنية اعتبارا لقيمة ما يتضمنه من مساحات خضراء ومناظر طبيعية استثنائية، ولأهميته الإيكولوجية الثرية والمتنوعة بحكم قربه من المنتزه الوطني سوس ماسة، بالإضافة إلى كونه مجالا مناسبا لخلق أنشطة مدرة للربح (منتوجات محلية وزراعة بيولوجية) وموقعا متميزا لإحداث قطب للترفيه والسياحة الخضراء.
وأشار ذات المصدر إلى أن هشاشة هذا الفضاء غدت تتفاقم بفعل تطور النشاط البشري الذي لا يتواءم مع المحيط الطبيعي، إذ أضحى المجال يميل إلى الانغلاق مع تنامي عمليات السطو على الأراضي لبناء السكن العشوائي، في مقابل تراجع واضح للنشاط الفلاحي مثل زراعة النعناع أو البطاطس من نوع “تراست” مثلا.
ولاحظت الورقة أن الوضعية تفاقمت بفعل التوسع العمراني وتطور المواقع الصناعية المجاورة وتوسع الأنشطة التجارية بسوق إنزكان الكبير، فيما أصبحت المطارح غير المراقبة التي تتراكم في هذا الفضاء تشكل خطرا على البيئة لما تحمله من أخطار صحية، مبرزة أن هذا المجال بات يتحول إلى مطرح كبير في غياب ما يلزم من عناية وإعداد بسبب ضعف انخراط السلطات والمنتخبين المحليين.
ويراهن المنظمون على أن يكون هذا اليوم الدراسي فرصة لتسليط الضوء على هذا “الممر الطبيعي”، الذي تعرض للإهمال من كل مقاربة لتأهيل المجال، ومناسبة أيضا لدعوة جميع الفاعلين من منتخبين و باحثين و هيئات جمعوية ومواطنين وإعلاميين من أجل التعبئة والتداول والتشاور والتضامن والحوار في أفق الخروج بمبادرات ملموسة.