بوشرى الخونشافي ـ تنوعت افتتاحيات الصحف الوطنية، الصادرة يوم الجمعة 14 فبراير، بين الحديث عن رد فعل الخلفي تجاه تقرير “مرسلون بلا حدود” حول حرية الصحافة في المغرب، ونظرة بنكيران على النخابين، وبين الحديث عن تهديدات العنصر بالخروج من الحكومة فيما تطرقت أخرى إلى قرار الأغلبية التوقيع مُجددا عن ميثاقها.
تقرير “يفتقد للدقة وغير منسجم مع الواقع”
وقفت ” المساء” عند التقرير الشفهي المضاد لوزير الاتصال مصطفى الخلفي، عقب ما صرحت به منظمة “مراسلون بلا حدود”، والتي صنفت المغرب في الرتبة 136 من أصل 180 في ما يخص حرية الصحافة لسنة 2014.
حيث اعتبر الوزير ذلك التصنيف “مفتقدا للدقة وغير منسجم مع الواقع الفعلي للممارسة الصحفية في بلادنا”.
وأضافت “المساء” أن الوزير اعتبر التقرير مبني على انطباعات أكثر منه على مؤشرات ملموسة، حين قال”تكفي الإشارة إلى أن دولا عاشت حروبا أو حصلت فيها مصادرة لصحف حصلت على تصنيف أفضل.”
ورأت “المساء” أن المغرب هو الآخر يعيش حروب استنزاف تسيل فيها أنهارا من المداد وتقطع فيها آلاف الأشجار لتتحول إلى أوراق لصحافة لا يقرؤها حتى مناضلوها الحزبيون، هذه الحروب الدنكيشوتية تقودها الأحزاب البارعة في تغطية الشمس بالغربال، وتمطيط الكلام لكي يناسب تقلبات الزعيم الذي يميل أينما مالت الريح.
وأكدت”المساء” على أن الوضع الصحفي في المغرب يحتاج إلى خطوات جريئة لتأهيله، وفي طليعتها توسيع مجال الحرية وقطع “البزولة” عن الصحافة المتقاعدة.
الأغلبية الحكومية تستفيق من سباتها
تناولت “صحيفة الناس” قرار الأغلبية الحكومية القاضي بالتوقيع على ميثاق جديد اثر تصريحات الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الذي هدد بإمكانية خروجه من الحكومة.
واستغربت الصحيفة من أن الأحزاب الأربعة بقيادة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران تذكرت أخيرا أن هناك برنامجا حكوميا يجمعها إذ تشكلت لجنة تقنية مكونة من أربعة وزراء من الأحزاب الأربعة للتدقيق في أولويات البرنامج الحكومي، مضيفة أن هذه الحكومة تستحق لقب حكومة المفاجئات عن جدارة، ذلك أنها طيلة المدة التي قضتها في ترميم تشكيلتها والبحث عن نقط التلاقي بين أعضاءها، ضاربة عرض الحائط ما يسمى “البرنامج الحكومي” الذي تحول في غفلة من الناخبين إلى البرنامج البديل قوامه الزيادات المتتالية والخطب العنترية في البرلمان.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كان بإمكان الحكومة أن تتدارك هذه السياسة العشوائية التي تزيد في تأجيج الاحتقان الاجتماعي والسياسي.
بنكيران يتعالى على الناخبين المغاربة
رأت “الأخبار” منطوق عبد الإله بنكيران بأنه لا يتسول الأصوات يفيد أمرين إما انه وضع تلك الأصوات في جيبه ولا حاجة به لإجراء حملات انتخابية عندما يحين أوانها، وإما انه لا يبالي بتأثير هذه الأصوات التي كان لها الفضل في رفعه إلى رئاسة الحكومة.
واعتبرت” الأخبار” في الأمرين معا نظرة من الفوق إلى الناخبين بدأت تميز خطاب رئيس الحكومة؛ لأن الأصوات تعبير عن الإرادة، وهي لا تمنح ولا تشترى ولا تزيف الأعراف الديمقراطية الحقيقية.
وأضافت “الأخبار” أنه على رئيس الحكومة أن يدرك كلما فتح فمه أنه يتحدث بصفته الرسمية والشعبية، أما إطلاق الأوصاف والنعوت على عواهنها، فليس من فن السياسة الراقية في شيء.
التاريخ يعيد نفسه
وقفت” العلم” عند امتعاض حزب امحند العنصر من طريقة تدبير شؤون الأغلبية الحكومية، التي أشعرت الحزب بأنه لم تعد حاجة إليه، الأمر الذي دفع أمينه العام، إلى توجيه إشارة قوية وواضحة إلى رئيس الحكومة الذي لم يجد سبيل للرد على زميله في التحالف الهش، سوى الترويج إلى عقد جلسة عمل طارئة لأحزاب التحالف لدراسة القضايا ذات الأولوية.
وأوضحت”العلم” أنه حتى وإن دعا رئيس التحالف إلى اجتماع طارئ، فإن القضية لن تعالج بصفة جوهرية، لأن هذا ما كان يحدث خلال الطبعة الأولى من الحكومة، حينما كانت إحدى مكونات الأغلبية تثير إشكالية تجميد أشغال أجندة الأغلبية، وينعقد الاجتماع ويستحوذ اللاشكلي على جزء مهم منه، ويستفرد رئيس الحكومة وحزبه بالقرارات.
ورأت “العلم” أن إشارة امحند العنصر، تعيد طرح الإشكالية من جديد، بأن الأمور لن تصلح، فمن شب على شيء شاب عليه.