بوشرى الخونشافي ـ تنوعت افتتاحيات الصحف الوطنية، الصادرة نهاية الأسبوع السبت-الأحد- 15-16 فبراير، بين الحديث عن صراع القضاة فيما بينهم وتحدي المركزيات النقابية لرئيس الحكومة وبين الحديث عن تصريح وزير الاتصال والناطق ارمي باسم الحكومة حول “فضيحة الشوكلاتة”.
كفى عبثا أيها القضاة
وقفت ” المساء” عند مسلسل النزاع القائم بين القضاة في ما بينهم، خصوصا وأنهم وعدوا المغاربة بمزيد من الحلقات المشوقة.
وأضافت “المساء” أن أخر هذه الحلقات هو البيان، الذي أصدره قضاة “الودادية”، يخبرون فيه الرأي العام بلجوئهم إلى القضاء ضد قضاة “النادي”.
ومن جملة ما جاء فيه ” نظرا لما جره الموقف الوطني على الودادية الحسنية للقضاة وهياكلها ورموزها القضائية، من سب وقذف وتنكيل…فإن الودادية الحسنية للقضاء مضطرة للقيام بكافة الإجراءات القانونية ضد كل من سولت له نفسه المس بتاريخ الودادية وحرمة وكرامة أعضائها”.
وتساءلت “المساء” عن القدر الذي يترصد قضاءنا المطعون أصلا في استقلاليته، والمتهم بتدخل جهات خارجية فيه؟ ولماذا عندما يريد القضاة بجميع تلاوينهم وتنظيماتهم أن يعبروا عن صوتهم المستقل يفعلون ذلك بطريقة انفعالية، الشيء الذي تجده السلطة التنفيذية مبررا لـ”الحجر”عليهم كما يحجر القاضي على الطفل والسفيه.
ودعت “المساء” إلى الكف عن هذا العبث والعودة إلى التاريخ العربي الإسلامي والإنساني، للوقوف على كيف أن القاضي كان أرزن الناس في فرحه و غضبه.
الخلفي يوقع على فضيحة أخرى بامتياز
اعتبرت “صحيفة الناس” ما تفوه به وزير الاتصال مصطفى الخلفي، عقب الاجتماع الحكومي الأخير بخصوص “شكلاطة” الكروج فضيحة أخرى بإمتياز، ومحاولة للتستر على الفضيحة الأم، حيث صرح الوزير “أن تكلفة الشكلاطة التي اقتناها وزير الوظيفة العمومية السابق بقيمة 33 ألف درهم، لم تُؤد من مالية الوزارة” .
وطالبت “الصحيفة” من وزير الاتصال تقديم اعتذار للمغاربة على هذه الفضيحة التي تورط فيها الكروج وحكومة تدعو الوزارات والمواطنين إلى التقشف، بسبب الوضعية المالية العامة للدولة، لكن بدل ذلك هرب الوزير إلى الإمام في الوقت الذي كان مطلوبا منه أن يرجع إلى الخلف لنعرف مصير هذه الفاتورة وكيف قال بأن ثمنها لم يُؤد من مالية الوزارة، علما أن الفاتورة المعلومة قد اختفت أصلا من أرشيف الوزارة.
ورأت” الصحيفة” أن التبرير الذي تقدم به الخلفي، هو تبرير سخيف وزرع الغموض من جديد، ولم يقدم جوابا كافيا، وقد نسي أن قيمة “الشكلاطة” التي اقتنتها وزارة الوظيفة العمومية تمت بفاتورة تحمل ختم الوزارة وليس اسم عائلة الوزير الكروج، مشيرة إلى أن الفاتورة في حد ذاتها دليل على أن المصاريف خرجت من ميزانية الوزارة، إلى أن يثبت العكس.
النقابات تتحدى الحكومة
تناولت”الأخبار” موضوع التحدي، الذي خاضته النقابات المركزية الثلاثة وهي ” الكنفيدرالية الديمقراطية للشغل والإتحاد المغربي للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل”ضد رئيس الحكومة في البرهنة على وجود إرادة سياسية في الحوار الاجتماعي وفتح مفاوضات حقيقية يتم الإعلان عن نتائجها خلال شهر مارس المقبل.
وأشارت ” الأخبار” إلى أن النقابات صاغت مذكرة مطلبية واضحة المعالم، تعتبر بمثابة خارطة طريق لمواجهة مظاهر الاحتقان الاجتماعي السائد، حيث شملت محاور اجتماعية وإجراءات استباقية وتصورات عملية للخروج من حال التردي الذي يطبع الملف الاجتماعي.
ورأت “المساء” أن النقابات لا تطالب بأكثر من أن تحدو الحكومة حذو تجارب أقدمت عليها حكومات سابقة أدت إلى إلى إقرار مدونة شغل ومدونة التغطية الصحية واتفاق أبريل 2011.
بمعنى سقف احترام وتعزيز السلم الاجتماعي الذي كان يحظى بعناية اكبر مما هو عليه الوضع الآن، هو ما يعني أن التراجع السياسي عن مكاسب إيجابية يشكل سمة العمل الحكومي الغارق في تلويك الشعارات.