انصاف بريس
المهدي بن عمر:
قبل أربع و ثلاثين سنة و في مثل هذا اليوم كان المغرب على موعد آخر مع يوم من أيامه العصيبة…حدث ذلك سنة 1984 حين خرج التلاميذ يوم 19 يناير 1984 في انتفاضة عارمة عُرفت في الأدبيات المغربية بانتفاضة الخبز أو انتفاضة الجوع التي عمت مجموعة من المدن المغربية، و بلغت ذروتها في مدن الحسيمة و الناضور و تطوان و القصر الكبير و مراكش مخلفة وراءها حسب حصيلة رسمية مقتل 29 شخصا وجرح 114 آخرين .
في البداية انطلقت الأحداث عبر مظاهرات تلاميذية، قبل أن تنخرط فيها شرائح اجتماعية أخرى خرجت للتعبير عن احتجاجها على تطبيق المغرب لسياسة التقويم الهيكلي الذي أملاه مسؤولوصندوق النقد الدولي على البلاد، و هي السياسة التي كان من تداعياتها ارتفاع كلفة المعيشة و تطبيق رسوم إضافية على التعليم.
كرونولوجيا الأحداث:
17 يناير: خروج تلاميذ الحسيمة و الناضور في مسيرات و مظاهرات احتجاجا على الزيادة في رسوم التسجيل.
19 يناير: قوات الأمن تتدخل بعنف لإنهاء الإضرابات مما أدى إلى اتساع المظاهرات خارج أسوار المؤسسات التعليمية لتشمل فئات اجتماعية أخرى (عمال، عاطلون)؛ في الناضور الذين خرجوا في مسيرات احتجاجية قُدر عدد المشاركين فيها ب 12000 متظاهر، و رد عليها الجيش و الأمن باستخدام الرصاص الحي.
19 يناير: احتجاجات في مدن تطوان و القصر الكبير و مظاهرات طلابية في مراكش.
21 يناير: جريدة تلغرام مليلية (El Telegrama de Melilla) تقدر عدد القتلى بالناضور في 40.
22 يناير: خطاب تلفزي حاد، للملك الحسن الثاني، تميز بعنفه اللفظي تجاه ساكنة شمال المغرب (وصفهم بالأوباش)، و تفسيره للأحداث كمؤامرة إيرانية لتقويض قمة المؤتمر الإسلامي.
24 يناير: جريدة تيليغرام مليلية تنشر صورا لمروحية تطلق الرصاص على المحتجين في الناضور.
25 يناير: الوزير الأول محمد كريم العمراني يحصر الحصيلة الرسمية للأحداث في 29 قتيلا و 114 جريحا؛ توزيع الحصيلة الرسمية على المدن كان كما يلي: الناضور (16 قتيلا و 37 جريحا)، تطوان (9 قتلى و 72 جريحا)، الحسيمة (4 قتلى و 4 جرحى).
26 يناير: جريدة إلبيريوديكو دي كاتالونيا تقدر عدد القتلى على المستوى الوطني في 400 قتيل.
إلى غاية 2 فبراير: فرض حظر التجول في مدن الاحتجاج.