فاطمة الزهراء الراجي – بالحب نلتقي، وبه نحيا ونسعد، بالحب تختلف الحياة وتتجدد، أحبيني بلا عقد…الحب حرام…الحب بين الترغيب والترهيب…وأحب الضحك…الفالنتين بدعة… كل أيامي حب..وغيرها، عبارات وبنات أفكار تعود إلى التداول في الـ14 من فبراير شباط “الأحمر” من كل سنة، تُحرك أقلام الكتاب، وبحث القراء، وبين مُحب اللحظة والسنة تمام الفرق هاته وتلك.
“الحب أسمى من الفالنتين”، يِؤكد ناصر 26 سنة، ويُضيف “أرى أن الوعاظ والله أعلم، أعطوا المسألة أكثر مما تستحق، لنأخذ من الأمور جوانبها المنيرة ونترك الغبش، ما لنا والقديس “فالنتين” وتضحياته وخزعبلاته، الحب عندنا كأمة له من المعاني السامية أكثر مما لدى الآخرين، إلا أن ثقافتنا في جزئها الدخيل تحيط الكلمة دائما بأشواك القلاقل، وتحرفها عن محجة البياض صوب شط الشبهات”، يقول ناصر.
أما محمد فعلّق “أحب الضحك” ومكرهتش نبقا العام كلو ضاحك”، عند مجرد سؤاله عن الحب والاحتفاء به، واللغط الذي يُثار كل سنة حول تحريمه والترغيب في إحياء عيد الفالنتاين من عدمه”، لأنني وببساطة، يُضيف محمد، محب العام ولست رهين أربع وعشرين ساعة في السنة، أيامي كلها حب لكل أهلي وأصدقائي، زملائي والمقربين مني.”
“ﺇﻥَّ ﻧﻔﺴﺎً ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻕ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺲٌ ﻟﻢ ﺗﺪﺭ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ، ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖُ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ﺑﺎﻟﺤﺐِّ ﻗﺪْ ﻋﺮﻓﺖُ ﺍﻟﻠﻪ”، وعلى خطى إيليا أبو ماضي، تمضي هدى 30 سنة، لتضع الحب في أسمى درجات القيم الإنسانية، فبدونه لا تستقيم الحياة ولا نقوى على مواصلتها، أنا مع الحب أين وأيان يكون، ولا مانع لإحياء عيده طيلة شهور السنة”، تردف واثقة وغير مكترثة.
“أُحيي ذكراه في صمت”، تنطق سعيدة 40 سنة، وتعتبر الفالنتاين بمثابة المُنبه السنوي لمشاعر الحب ولذكريات المراهقة “السعيدة”، مع الحبيب ومع رفاق الأمس، وحنين إلى الماضي “المُبجل” وأيام الشباب التي لن تعود، بكل ما طبعها من فرح ومغامرات، ولا أرى بُدا من الهجوم على المحتفين بالعيد، فكل حي حر فيما يفعل.”
أسامة، 23 سنة و”بعيدا عن النقاشات العقيمة، هل الاحتفال حلال ام حرام، وعن كونه مجرد بدعة تجارية، أعتقد، يُعلق المتحدث، “أحبذ فكرة الاحتفال بعيد الحب في إطاره العام، حب المحبوب، الأهل والأصدقاء، شرط تجنب المظاهر الزائفة، وأن يكون اليوم فرصة للتعبير عن الحب لكل من يحيطون بك.”
ومع اختلاف الآراء والمواقف، عبّر البعض عن سأمهم من معاودة الحديث عن الموضوع، كلما آن يوم الـ14 من فبراير، مُؤكدين أن الاحتفال والاعتراف بالعيد من عدمه، حرية ومسؤولية فردية، تُجاه الدين، العرف والمجتمع على السواء.