عزيز أيت واعراب
من بين أسس العمل الجمعوي الجاد، التطوع ونكران الذات وللتطوع أهداف ، منها ما يتعلق بالمتطوع نفسه كاستثمار أوقات الفراغ في ما هو نافع، وتقديم خبراته ومهاراته وصقلها ووضعها رهن إشارة الساكنة خاصة”المجتمع ” ، ومنها ما يتعلق بالمجتمع ،من إجل إكتمال الفراغ الذي تتركه الحكومة ومؤسسات الدولة والجماعات الترابية، حيث يوفر العمل التطوعي امكانات مضاعفة وموارد كثيرة ومكاسب هامة للمواطن ، للدولة وللمجتمع على حد سواء…
وفي العمل التطوعي الجمعوي ، ليس هناك وظيفة تسمى “رئيس” أو ” ناءب الرئيس” أو أمين المال …..، كما يعتقد البعض ، ولا مكان لتسويق هذا النوع من الخطاب داخل المجتمع المدني لتمرير حسابات خاصة ذات البعد المصلحي الانتهازي او الاهداف السياسوية الضيقة….
فهذه الاطارات أو المناصب أو المواقع، وضعت فقط لضبط المهام وتقسيمها بين الاعضاء لتسهيل إنجاز المهام ، كل ذلك بهدف ومن اجل خدمة الساكنة والمواطن. والمصلحة العامة غير هذا لا يعني العمل الجمعوي
ولابد من التاكيد ، في نفس السياق ، على أهمية مقولة التطوع لقطع الطريق على كل التوجهات التي تسعى لتحريف العمل الجمعوي عن أهدافه النبيلة المتمثلة في البحث عن الفجوات الموجودة في نظام الخدمات في كل مجتمع ، بعد الدراسة الجيدة والتمحيص والتدقيق لسد الثغرات وإعطاء رؤية مغايرة للتدعيم والتكامل مع ما يمكن ان تقوم به مؤسسات الدولة الرسمية، على الصعيد الوطني اوعلى صعيد المدينة أوالقرية، بهدف تقديم الخدمات التي عجزت الإدارة عن توفيرها للمواطن بحكم ما تتسم به الاطارات الجمعوية من مرونة وقدرة على التفاعل السريع مع الواقع المجتمعي، كل هذا من أجل توفير الفرصة للمواطنين لإثبات ذواتهم وتأدية الخدمات بأنفسهم أو عن طريق الجمعية التي تمثلهم بعد استقالة المؤسسات الرسمية وتراجع الأحزاب السياسية …..
ومن اهداف العمل التطوعي ايضا ، الانتصار للابعاد الانسانية للعقل الجمعي وتدعيم التضامن والتازر بين المواطنين وتأكيد مغزى التعاون ، المجرد من الصراعات الشخصية او القبلية ، واستبعاد المنافسة غير الشريفة بخلق الأجواء الصافية والدعوة الى نبذ الخلافات بالاعتماد على ارقى الاساليب الاخلاقية ومد جسور التواصل بين الجمعيات ، والفاعلين الجمعويين ، الاتحادات الجمعوية وصولا الى الدواوير والمداشر والقرى ….
ولتحقيق ذلك ، يتعين على الفاعل الجمعوي أن يكون نزيها خلوقا متوفرا على تكوين لا بأس به في التاطير الجمعوي؛
وهذا قد يتحقق سواء بالممارسة أو التكوين الشخصي ، بالاضافة الى المساهمة في اللقاءات والندوات لكسب التجارب وتبادل الخبرات وتحقيق المزيد من التراكم المعرفي في الرصيد الجمعوي والثقافي والعلائقي…
ان مجتمعنا ،وبالخصوص في المناطق النائية ومن ضمنها “ادرار” في حاجة ماسة إلى جمعيات فاعلة ذات اشعاع نضالي ، ومؤطرة تاطيرا جيدا تستطيع بواسطته تعباةالشباب وتنظيمه على العطاء والمبادرة الخلاقة والمساهمة في التنمية البشرية والاضطلاع بمهام توعية الساكنة واخراجها من براثين الجهل والتخلف والقطع مع ثقافة الاتكال والارتزاق ومع كل مظاهر التبعية والخنوع ….
وبدون ذلك فلنصل على مجتمعنا المدني صلاة الجنازة…..ولنقل للجميع عزاؤنا واحد في هذا المصاب الجلل.