أبوزير المصطفى
ويا للعار وأنا أشاهد في الأخبار أمام كل الأقطار والأمصار خيانتكم التاريخية المدوية على لسان بني صهيون أعداء الإنسانية وتحالفكم مع الصهاينة لتصفية القضية الفلسطينية وإهداء القدس على طبق من ذهب رغبة منكم في دعم ترامب في حملته الانتخابوية في صورة ذل وعبودية قل نظيرها في السماء والأرض؛ وإذا بي أتذكر ماقاله ذبابكم الإلكتروني على مجاعة قد تضرب المغرب بسبب جائحة كورونا والكثير والكثير من السب والقذف والكثير من القيل والقال فيما مالم يقله مالك في خمر ونسي هذا الذباب البئيس التعيس أن البطولة تصنع في المغرب؛
الحمد لله على ماحاب به الله أرض المغرب المباركة من خيرات فالمغربي إنسان ذو كرامة وإن فرض عليه حتى أن يجوع فهو لا ولم ولن يغذر أو يخون؛ فالمغاربة بكل مكوناتهم ومن مختلف مواقعهم وباختلاف انتماءاتهم الإيديولوجية والفكرية والعقدية ماقدموه للقضية الفلسطينية وماهم قادرون على تقديمه في القادم من الأيام والمحطات التاريخية من تضحيات جسام وتضامن ومسيرات مليونية ومظاهرات شعبية ومساعدات عينية ونقذية ومواقف سياسية يشهد الفلسطينيون والتاريخ بها، لا تصل له دويلتكم التائهة في التاريخ والفاقدة للجغرافيا وحكامكم الفاقدون للبوصلة، فنحن لسنا أغنياء مثلكم فقد ينقصنا المال وقد ينقصنا بترودولار ولكن قدر الكرامة والشهامة والوفاء لدماء الشهداء سواء العرب منهم أو الفلسطينيون منسوبها ذو صبيب عالي علو قيم وأخلاق المغرب والمغاربة على مدار التاريخ، علو تاريخ الأمة العربية بتنوع معتقداتها الإسلامية والنصرانية.
الغذر والخيانة طباع تولد وتنشأ مع الإنسان وليست رهينة بمستجدات لحظية ولكنها في جينات آل طغيان إخوان بني صهيون الذين باعوا البترول خام ومعه باعوا كل قيمهم وتاريخهم الصغير الحقير مقابل كرسي قد يطول بهم العمر ليجلسوا عليه أكثر وقد يقبض ملك الموت أرواحهم فلا هم أطاعوا الرب ولا هم حافظوا على شعبيتهم فوق الأرض.
كنت أظن أن جائحة كورونا قد تكون عبرة لبعض الحكام لتعديل سلوكاتهم وممارساتهم أو سياساتهم اتجاه شعوبهم ولكن الطبع يغلب التطبع ويؤدي للتطبيع في واضحة النهار وهذا ليس بغريب على الغذار الذي تجدرت الخيانة في طباعه واكتوى أقرب أشقائه بناره.
أيها الفلسيطينيون لا عليكم بمن غذر ولمن عن التضامن معكم تأخر، ففلسطين ستضل رغم كل المتخاذلين وطن الرجولة وحيث يصنع الرجال فتحية لكل رجل حاكماً ملكاً كان أو رئيساً و محكوماً مواطناً مسلماً كان أو نصرانياً أو حتى يهودياً عدو الصهيونية تحية ملؤها الوفاء والإخاء والبذل والعطاء والتضحية والفداء لكل الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل أن يبقى القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين ومسرى النبي العدنان ومهد المسيح عيسى عليهما أفضل الصلاة وأزكى السلام طاهراً من كل تدنيس من طرف كل خائن أو صهيوني خسيس.
وخير مانختم به الكلام قول الحق جل في علاه {ويا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (المائدة 21).
كاتب رأي مهتم بقضايا الشباب