إذا كانت رياح قرار مجلس الأمين الدولي مساء الجمعة المنصرم، جاءت بما لا تشتهيه سفن جبهة البوليساريو، وحاضنتها الجزائر، بخصوص قضية الصحراء بعدما تقرر تمديد ولاية البعثة الأممية “المينورسو” لسنة كاملة حتى 31 أكتوبر المقبل، والتركيز على إيجاد حل سياسي واقعي قابل للتطبيق للنزاع المفتعل، سيرا على منوال توصيات التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، فإن الأنظار تتجه اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التصعيد غير المسبوق في منطقة الكركارات من قبل موالين للبوليساريو منذ 13 يوما، حيث لازالوا يمعنون في إغلاق المعبر وعرقلة حركة السير المدنية والتجارية في تحد واضح للتقرير (938) والقرار (2548) الأمميين الأخيرين اللذين يؤكدان على ضرورة احترام اتفاق وفق إطلاق النار والاتفاق العسكري رقم واحد.
في المقابل، إذا كان القرار الأممي في صالح المغرب بتجاهله مطلبي الجبهة القائم على إجراء استفتاء تقرير المصير وتوسيع مهام المينورسو لتشمل حقوق الإنسان، وبتأكيده على أن الجزائر طرف في النزاع، وبإبرازه جدية ومصداقية المقترح المغربي القائم على الحكم الذاتي فإن الدولة المغربية قد تجد نفسها مطالبة بالتحرك من أجل إعادة الأمور إلى “الوضع القائم” في الكركارات بعدما عجزت البعثة الأممية في ذلك.
فإغلاق المعبر وشل حركة النقل التجارية والمدنية، منذ يوم الأربعاء قبل الماضي، يضرب المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للمغرب، وقد يدفع الجبهة إلى فرض “سياسة الأمر الواقع”، والإمعان أكثر في استفزاز المغرب والأمم المتحدة.
ارتياح مغربي يخدم القرار رقم 2548 الطرح المغربي، بينما بصفع جبهة البوليساريو، رغم أن القرار في شموليته تجنب التطرق إلى التطورات والمستجدات الأخيرة في المنطقة منذ 20 شتنبر الماضي، بحيث لم يتناول قضية تأسيس تنظیمات صحراوية جديدة موالية ومعارضة للبوليساريو ولم يتحدث عن الاستفزاز المتواصل من قبل البوليساريو لعناصر القوات المسلحة الملكية في الجدار الأمني العازل، ولموظفي البعثة الأممية؛ ولم يتطرق إلى إغلاق معبر الكركارات منذ أيام من قبل موالين للجبهة، ولم يشر إلى مواصلة العديد من الدول فتح قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية، علما أن البوليساريو اعتمدت مبدأ التصعيد والاستفزازات في الأيام الأخيرة، في محاولة لإدراج التطورات الأخيرة في القرار، لكن القرار في غالبيته كان التزم بروح التقرير الأخير لغوتيريس الذي رصد خروقات وانتهاكات قامت بها الجبهة، والتي بلغ عددها 57 انتهاكا.