شكك قياديون في العدالة والتنمية في الخرجات الإعلامية لأسماء بارزة تصنف في الصفوف الأولى للحزب الأغلبي، التي تتوقع أن يحتل “المصباح” المركز الأول في الانتخابات التشريعية المقبلة، رغم مقالب “القاسم الانتخابي” وحذف العتبة، وإلغاء اللائحة الوطنية.
وقال سعد الدين العثماني، الأمين العام للعدالة والتنمية، إن حزبه مازال قويا رغم كل الضربات التي يتلقاها، وأنه سيحتل الرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، فيما ذهب مصطفى إبراهيمي، رئيس الفريق النيابي للحزب نفسه، أبعد من ذلك، وزعم أن “المصباح” سيفوز بـ 104 مقاعد.
ويدرك إبراهيمي الذي فاز وصيفا في لائحة رباح، أن لا مكان له بالقنيطرة، في ظل القوانين الانتخابية الجديدة، شأنه في ذلك شأن العديد من النواب، الذين فازوا ثانيا أو ثالثا في لوائح وكلاء في العديد من الدوائر الانتخابية.
ولم يتأخر الرد على هذه “التوقعات العاطفية” من داخل جدران الحزب نفسه، إذ قال بلال تليدي، وهو واحد من قادة الحزب الأغلبي، ومحلليه الذين يتصفون بالرزانة والهدوء وعدم الاندفاع، “من الناحية الموضوعية، نسجل أنه من الصعوبة بمكان أن يحصل العدالة والتنمية على مقعد في كل دائرة، فهذا التطلع لم يتحقق في انتخابات سابع أكتوبر 2016، التي كان فيها الحزب في أعلى مستويات جاهزيته السياسية والانتخابية، وكان تماسكه الداخلي الرأسمال القوي”.
وقال المصدر نفسه، وهو يرد على العثماني وإبراهيمي، إن “التصريحات جاءت في سياق ملتهب، يعرف فيه العدالة والتنمية أزمة غير مسبوقة، إثر الشرخ القيادي الذي تعرض له، أخيرا، بتجميد الأمين العام السابق، عبد الإله بنكيران لعضويته من الحزب، بسبب مصادقة المجلس الحكومي على قانون استعمال القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية”.
وقال تليدي، إن أزمة تجميد بنكيران لعضويته، جاءت بعد أزمة تقديم إدريس الأزمي لاستقالته من عضوية رئاسة المجلس الوطني (برلمان الحزب)، ومن عضويته في الأمانة العامة. كما جاءت التصريحات نفسها، عقب انتقادات واسعة تعرض لها الحزب، سواء من داخله، أو من قبل خصومه، باختلاف مقاصد كل طرف على حدة.
وقال المصدر نفسه إنه، من حيث الشكل ينبغي التمييز بين تصريح سعد الدين العثماني، وتصريح مصطفى إبراهيمي، فالثاني، كان يعبئ الجاهزية الداخلية، مفترضا إمكان تحقيق الحزب للصدارة إن كانت الجاهزية في أعلى مستوياتها، وأن القاسم الانتخابي، رغم أنه جاء مصمما في الأصل لمنع الحزب من الحصول على مقعدين أو أكثر، إلا أنه بالإمكان تصدر المشهد في ظله، لكن، بالنسبة إلى تصريح العثماني، فقد جاء في سياق حملة تواصلية عاجلة، لتهدئة الداخل الحزبي بعد حملة انتقادات وجهت لأدائه، وبعد أن وصلت الأزمة القيادية لأعلى مستوياتها، بسبب سوء تدبيره لعلاقة بين القرار الحزبي والقرار الحكومي. عن بومية الصباح.