تخيلوا معي أنكم يوما ما استيقظتم من النوم فوجدتم أن المغرب تغير ولم يعد كما كان في السابق، طرقات معبدة بلا حفر ،وسائقون يتفادون السرعة و يحترمون إشارات المرور، أزقة و شوارع نظيفة بلا أزبال ،و مدن تنعدم فيها دور الصفيح ومستشفيات و مراكز صحية تتوفر على آخر التجهيزات الطبية ، و جميع المرضى يتلقون فيها العلاج دون تمييز بين هذا أو ذاك .
حافلات للنقل العمومي مستوفية لشروط السلامة حيث بمجرد صعودك إليها تشعر بالراحة و الأمان بعيدا عن الازدحام، و الكل جالس في مكانه المخصص له ،و ملاعب رياضية غصة بجماهير محبين لكرة القدم متجنبين أي شغب أو عنف أو تخريب.
مغرب بدون أمية و بمنظومة تعليمية يحتذ ى بها و تحتل فيه جامعاتنا و مدارسنا العليا في التصنيفات الدولية المراكز الأولى بجودتها ونظامها .يتخرج منها كفاءات و أطر عليا تلج إلى سوق الشغل بنزاهة دونما حاجة إلى محسوبية و لا زبونية ، و انضمام إلى طوابير المعطلين و تحمل الضرب و الرفس و الركل كل يوم أمام قبة البرلمان.
مغرب بلا راشي و لا مرتشي في إداراتنا العمومية ،بلا ريع و لا لوبيات تتحكم في حكومتنا و تضغط عليها للاشتغال وفق تصوراتها ،و ترى السياسيين فيه يتبنون برامج انتخابية فعالة من شأنها جذب آلاف المواطنين و المواطنات إلى صناديق الاقتراع بلا شعارات مزيفة لا