عماد كزوط – في خروج قوي على إحدى القنوات العربية، أكد “الشيخ يوسف القرضاوي” على أن الإسلام لم ينشر إلا تحت سيف، معتبرا انه لو لم يطبق أبو بكر الصديق حد الرد لَمَا كُتِب للإسلام أن ينتشر كما هو عليه اليوم، هذا التصريح أثارة حفيظة مجموعة واسعة من نشطاء المواقع الاجتماعية “الفيسبوك” و”التويتر”، الشيء الذي دفع “إنصاف بريس” أن تسلط الضوء على هذا التصريح تحت الأسئلة التالية:
ما حقيقة هذا القول؟
وإذا كان الأمر صحيحا ألا يعد تطبيق حد الرد يتناقض مع نصوص قرآنية صريحة تؤكد على حرية التدين ؟
نفى “النهاري” أن يكون القرضاوي قال هذا الكلام
نفى الداعية “عبد الله النهاري” لـ”إنصاف بريس” أن يكون الشيخ “يوسف القرضاوي” قال هذا الكلام، مؤكدا بذلك أن فترة التي اقترنت بهذا الأمر هي فترة أبو بكر الصديق حينما فرض حد الردة.
وبرر “النهاري” تقييد حرية التدين” تحت تبرير مفاده: “أن ارتداد الشخص عن دينه في مجتمع مسلم من شانه ان يزعزع عقيدة المسلمين في المجتمع الواحد، لذلك كان على أبو بكر الصديق أن يقوم بفرض حد الردة، أخذا بحديث رسول الهل صلى الله عليه وسلم، لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارقة الجماعة”.
وبعد تساؤل “إنصاف بريس” عن أن القرآن الكريم كفل حرية التدين بقوله تعالى “لا إكراه في الدين”، رد “النهاري” بأنه لا يحق للمسلم ان يخرج عن دينه داخل بلده لأن ذلك يهدد نسيج المجتمع، وغير هذا فله الحق في أن يعتقد ما يشاء طبقا للنصوص الشرعية.
القراءة السياسية “للقرآن الكريم” هي من تحد من حرية الإعتقاد
من جانب الباحث في الشؤون الإسلامية “سعيد لكحل” أكد لـ”إنصاف بريس” أن لا احد ينفي أن الإسلام تم نشره بكل الطرق، معتبرا أن الإسلام نشر في مناطق كالصحراء والسودان وموريتانية بالمعامل الطيبة والأخلاق، بخلاف مناطق شمال إفريقيا كالمغرب وليبيا وتونس .. بحيث كانت القوة هي من ساهمت في نشر الإسلام بهذه المناطق.
واعتبر “لكحل” أن اللحظة التي تم فيه تطبيق “حد الردة” في عهد أبو بكر الصديق، لم يكن الدافع من وراء ذلك غير الدافع السياسي، ليؤكد بذلك “أن رفض بعض القبائل أنذاك تسديد الزكاة هو ما جعل “الخليفة الأول” يواجههم بالسلاح تحت دعوى التكفير، لغرض تقوية ركائز الدولة الإسلامية التي كانت في مهدها”.
ويرى “لكحل” أن تأويل النص الديني بشكل ايجابي يمكن ان يكفل لنا حرية التدين بدعم من النصوص الشرعية ذاتها مستدلا بالآية القرآنية “لا إكراه في الدين”، لكن القراءة السياسية للنصوص حسب “سعيد لكحل” هي من تحد من حرية الإعتقاد داخل الدول الإسلامية يضيف “سعيد لكحل”.
“القرضاوي” دخل في حالة هذيان
أما من جانب النشاط الحقوقي “أحمد عصيد” استهل تصريحه لـ”إنصاف بريس” بأن الشيخ “يوسف القرضاوي” قد تجاوز سن التعقل ودخل في سن الشيخوخة، معتبرا تصريحاته يغلب عليها طابع الهديان ولا تحتكم إلى المنطق.
وفي سياق متصل، يعتبر “عصيد” أن الدين لا يمكن ان ينشر في فترة الحروب، مستدلا بغزو عرب الامويين لشمال إفريقيا، حينما شنو غزوات عليها ناهزت قرابة 75 سنة، ليؤكد بذلك “عصيد” أنه بالرغم من خوض هذه الحروب على بلدان شمال إفريقيا بدعوى نشر الإسلام، إلا انه لم يكن ذلك هو أساس انتشار الإسلام بهذه المناطق، لاعتبار مفاده: أن “المناطق التي تُعْلَن عليها الغزوات فإنها تعتبر ذلك احتلالا لها، مما يجعلها تبادر إلى مقاومة العدو، وهذا بالضبط ما حدث بين عرب الأمويين والأمازيغ بشمال إفريقيا”.
وعليه، يؤكد “عصيد”، “أن شعوب شمال إفريقيا لم تعتنق الإسلام دينا لها إلا بعد ما انتهت الحروب وحققت هذه الشعوب استقلالها.”
وغير بعيد عن ذات السياق، يتفق “عصيد” مع طرح “سعيد لكحل” مؤكدا ان حد الردة من صنيعة “الفقهاء القدماء” اعتمادا على حديث لفقوه ” فمن بدل دينه فاقتلوه” فأنكروا بذلك كل الآيات القرآنية التي تكفل حرية التدين، لكن في الأصل يضيف “عصيد” فـإن تضييق الخناق على حرية الإعتقاد لا نجد خلفه غير الدافع السياسي لأن الدولة الإسلامية كانت بصدد نشأتها، ولجمع شمل وتوحيد قوة الدولة ابتكر الصحابة حد الردة الذي هو في الأصل ليس حكما إسلاميا، يضيف عصيد.
ويبقى السؤال علقا إذا كان أبو بكر الصديق ابتكر فعلا حد الردة من شروطه الاجتماعية والسياسية ولا علاقة للأمر بالأحكام الإسلامية كما أكد “عصيد” فمن الأولى الأخذ به النصوص القرآنية التي كفلت حرية التدين أم حد الردة الذي جاء بها أبوبكر؟