تدخل الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس الأربعاء يومها السادس، مع ترقب تبادل مزيد من المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، فيما يكثف الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وفي “بارقة أمل وإنسانية وسط ظلمة الحرب” بحسب تعبير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعلنت قطر والولايات المتحدة الاتفاق على تمديد الهدنة يومين إضافيين حتى الساعة السابعة من صباح الخميس، ما يفترض أن يسمح بالإفراج عن نحو 20 رهينة و60 أسيرا فلسطينيا إضافيا.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الحكومة تلقت الثلاثاء قائمة محتجزين تعتزم حماس الإفراج عنهم الأربعاء، من غير أن يصدر أي تأكيد رسمي لذلك.
وسمح اتفاق الهدنة الذي تم التفاوض عليه بوساطة قطرية وبدعم من مصر والولايات المتحدة، بالإفراج حتى الآن عن 60 من المحتجزين في قطاع غزة، و180 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وأفرج كذلك عن 21 آخرين غالبيتهم من العمال الأجانب لكن خارج إطار الاتفاق.
وأعلنت السلطات التايلاندية، أن 17 رهينة أطلق سراحهم في قطاع غزة سيعودون إلى البلاد الخميس.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددا الثلاثاء “تحرير كل المحتجزين”، فيما أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن “الجيش مستعد لاستئناف القتال”، مؤكداً الاستفادة من الهدنة المؤقتة “لتعزيز استعداداتنا”.
وفي بيتونيا بالضفة الغربية المحتلة، تمّ استقبال أسرى أطلق سراحهم في أجواء من البهجة، وكانت في استقبالهم حشود رفعت أعلام حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية.
وفي القدس المحتلة، عاد الفلسطيني أحمد السلايمة (14 عاماً) إلى عائلته مساء الثلاثاء،وهو الأصغر سنّا بين الأسرى الذين أُفرج عنهم منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ.
وقال والده نايف السلايمة: “أحمد الله على إطلاق سراح ابني” مشيرا إلى أنه “فقد أي اتصال” معه عند اندلاع الحرب.
تواصل جهود الوسطاء
في هذه الأثناء، يواصل الوسطاء العمل في الكواليس سعيا لتمديد الهدنة لما بعد الخميس. وفي هذا السياق، يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مجددا هذا الأسبوع إلى إسرائيل والضفة الغربية.
والتقى مديرا الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية الثلاثاء، رئيس الوزراء القطري في الدوحة لبحث “المرحلة المقبلة” من اتفاق الهدنة، وفق ما أفاد مصدر مطّلع على الزيارة.
وأعلن وزراء خارجية دول مجموعة السبع في بيان مشترك: “ندعم تمديد هذه الهدنة وأي هدنات مستقبلية في حال الضرورة، للسماح بزيادة المساعدات وتسهيل الإفراج عن جميع المحتجزين”.
وسمح تمديد الهدنة بإدخال شاحنات إضافية من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والذي دمرته سبعة أسابيع من القصف الإسرائيلي المتواصل.
لكن رغم وصول مئات الشاحنات إلى غزة منذ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، فإن برنامج الأغذية العالمي حذر بأن الوضع يبقى “كارثيا” في القطاع، مشيرا إلى “خطر كبير بحصول مجاعة”.
أمراض معدية
وقال أشرف سليم، أحد سكان غزة: “ليس لدينا ماء ولا طعام ولا طحين منذ عشرة أيام، الوضع صعب، صعب جدا” مضيفا: “نعيش هنا، لكننا لا نشعر بأننا نعيش. ليس لدينا ماء للشرب ولا أحد يساعدنا”.
وأفادت منظمة الصحة العالمية عن “زيادة كبيرة” في الإصابات ببعض الأمراض المعدية، مشيرة بصورة خاصة إلى زيادة حالات الإسهال بين الأطفال بـ45 مرة، في حين أن معظم مستشفيات قطاع غزة توقفت عن العمل.
وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أن كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة ازدادت، ودخلت حتى الآن 2000 شاحنة من الطعام والوقود والأدوية والمعدات الضرورية لتشغيل منشآت تحلية مياه البحر.
وقال: “وصلنا خلال أربعة أسابيع ونيّف إلى وتيرة 240 شاحنة في اليوم بصورة متواصلة”، مضيفا: “أبلغنا بوضوح كبير بأنه عند انتهاء مرحلة إطلاق سراح الرهائن هذه، يجب الإبقاء على الوتيرة الحالية (لإدخال المساعدات) وفي أفضل الأحوال زيادتها”.
ونزح 1,7 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دمارا، إلى الجنوب، فيما تضرّرت أكثر من 50% من المساكن أو دُمّرت بالكامل جرّاء الحرب، وفق الأمم المتحدة.
واغتنم آلاف الفلسطينيين الذين لجأوا إلى جنوب قطاع غزة، الهدنة للعودة إلى ديارهم في الشمال، وهي المنطقة الأكثر دماراً، متجاهلين الحظر الذي فرضه الجيش الإسرائيلي الذي سيطر على مناطق عدة في الشمال.
وقال أحد الفلسطينيين من حي الزهراء بجنوب مدينة غزة مشيرا إلى تلال من الركام هي كلّ ما تبقى من منزله: “أحاول أن أعثر على ما تبقّى من ذكريات في منزلي”.
من جهتها، قالت زين عاشور التي كانت تقيم في الحي المدمر بالكامل: “كان حي الزهراء أجمل مدينة في العالم. كنّا محظوظين بالعيش في هذه المدينة، وها قد اختفت”.
(أ ف ب)