
أصبح جزءاً من صباحها ؛ طعماً عذباً في بن الثامنة ، وهمسة سكر في كأس مرة ودعاء رحمة في زمن موجع ..وتميمة مضيئة فوق صدر المساءات .
….أصبح جزءاً من صباحها فلماذا يعتبون ً عليها صباحاته الخالية منها ؛ ولماذا يرمون لها حبال التسلل القسري إلى التزاماته ؛ ويغرونها ببعثرة رزنامته وبالترامي الممنهج على مساحات هدوئه ؛ لماذا ينشرون أمامها مخططات تفجير السلام معه ؛ ولم يوفدون “كومندو” المدققين إلى دفاترها ؛ ويبحلقون في ميزان آدائها ويحتسبون رسوما بشأن معاملاتها يطلبون تصريحاً محاسباتياً بشأن خفقان قلبها ؛ يفتحصون سيولة نبضاتها ؛ رصيد الأشواق المنفقة ؛ ومؤشرات إنجاز اعتمادات الحب المرصودة ؛ وحجم الوعود المرحلة وحكامة الأداء العاطفي ؛ لم تستوعب قط منطق التصريح ؛ لا تعرف كيف تقتنع بدراسات الجدوى؛ وكيف يتوقعون أن تنضبط لمؤشرات الجدوى فيه ؛ كما أنها لا تجد سببا يبرر إخضاع سياستها فيه للنقاشات العمومية ولتوصيات التشاركية ولتدقيق الفاحصين ولتقييم الآلات الحاسبة ؛وللموازنة وميزان الأداء.
لاتريد أن تحدد برنامجاً لساعاتها معه ولا تصوراً لتدبير قربه ولا أهدافاً للذوبان فيه ؛ ولا تعرف جدوى لإحصاء نفقاتها وضبط مستوى استنزافها من أجله ؛ وحجم الخصاص في صناديق عطائها ؛ لا تتصور توازنا محتملا لميزان أدائها ؛ لا مدلول لتوازنها خارج معنى العجز ؛ ألم تحتسي فناجين القهوة المرة مثله والتهمت الأجبان العطنة معه وقرأت التقارير الطويلة الرتيبة من أجله ؛ وتابعت لساعات طويلة تقاذف الكرة المسكينة والجري إلى الشباك دون سبب بصحبته ؛ ألم تجاري عواصفه وزخاته وانفراجاته ؛ ألم تكفكف حسراته وكبواته وعثراته؛ لم تفكر قَطًُ أن تأخذ فواتيرتبريرية لوجودها معه وتعويضات عن تنقلاتها في حياته ؛ ولا أن تبرر نفقات أيامها له وسيولة بذلها من أجله ؛ وماهيالمصفوفة العادلة لتقييم ساعات انتظاره وزمن الخوف عليه وانفلات حرير النضارة بين يديه ؛
….أصبح جزءاً منها …فكيف تصدق التقارير فيه وكيف تُفَعِل الحكامة ضده ؛ وكيف تُخضعه للعقلنة والتقشف ؛ وكيف تختلف مع قلبها بشأنه؟ ؛ كيف تستأمن المدققين عليه ولِم تحشر دلائل الممارسات الجيدة بينهما؟؟ ؛ لن تصلح نُظُمٓها في إنفاق العمر من أجله ولن يقنعوها برفع تحفظاتها بشأنه ولن تفتح أسرارها لآليات تفتيشية ولن تُقدم تصاريح عن نفقات البذل والصبر وعن الانتظار والاحتراق ؛ ولن تبوح بأيام الوحدة معه والفراغ داخل الجوقة والصمت داخل الكلام ؛ لن تشارك في أيام دراسية ولا طاولا ت ولا مكعبات لعقلنة نفقات تسيير متاعبه وحاجاته والشوق إليه ؛ لن تتظلم بشأنه ولن تستجير من قدر البذل له ولن تعاتبه على فراغ أيامه منها ؛ولن تطفئ تمائم السكينة فوق صدر المساءات ولن تتواطأ على همسة السكر في كأسها ولن تبعثر دعاء الرحمة في زمنها
.. لم يعد ممكنا …وقد أصبح كل الصباح ….!!!!