بوشرى الخونشافي ـ وقفت افتتاحيات الصحف الوطنية، الصادرة يوم الخميس 20فبراير، عن ذكرى 20 فبراير، وحادث إطلاق النار من قبل الجيش الجزائري على مدينة فجيج.
الجزائر تتعامل بوجهين مع المغرب
وقفت”صحيفة الناس” عند تكذيب السلطات الجزائرية لخبر اتصال السفير المغربي بالسلطات الجزائرية بعد أن كانت قد وصفت خبر إطلاق النار من قبل على مدينة فجيج بـ”المزعوم”.
واعتبرت “صحيفة الناس” الطريقة التي تتعامل بها السلطات الجزائرية مع مثل هذه الأحداث المأساوية التي وقعت سوابق لها على الحدود بين البلدين ليست الطريقة المناسبة لحل الخلافات بين الجارين الشقيقين، لأن الإكتفاء بمجرد التكذيب لا يقدم ولا يؤخر ولا يلغي الوقائع كان على السلطات الجزائرية أن تتعامل بشكل حضاري مع حادث كهذا وأن تعلن على فتح التحقيق فيه على الأقل من باب المجاملة لإبداء حسن النية في التعامل مع المغرب لكنها للأسف الشديد اختارت أن تنهج سياسة الآذان الصماء وهي سياسة غير منتجة في التعامل الديبلوماسي.
استمرار الفساد والاستبداد السياسي وغياب العدالة الإجتماعية
في الذكرة الثالثة لحركة 20 فبراير، أكدت “المساء” أن الفوارق الإجتماعية زادت اتساعا بفعل الحلول الترقيعية التي أصبحت ترى في جيوب الضعفاء منفذا للخروج من الأزمة.
أما الأوضاع الاقتصادية تضيف “المساء” فقد زادت تأزما، وعلى المستوى السياسي فإن أماني الإصلاح تبخرت، وتنزيل الدستور الذي اعتبرته حركة 20 فبراير إقراره ذرا للرماد في العيون، يمر عبر منعرجات تخوض فيها الحكومة والمعارضة حروبا دونكيشوتية، أخطأت الفعل السياسي المطلوب في مغرب ما بعد 20 فبراير، وأصبحت مثل مسرحيات هزيلة حامضة، تزيد الحياة المغربية الصعبة هذه الأيام تأزما.
وأكدت “المساء” أن الواقع في مغرب الذكرى الثالثة لحركة 20 فبراير يثبت أن الأرضية التي تأسست عليها مازالت قائمة وهي استمرار الفساد والاستبداد السياسي وغياب العدالة الإجتماعية، وأهم من ذلك كله الطبقة السياسية معطوبة، وأكدت أنها عاجزة عن المناداة بإسقاط هذا الثالوث لأنها تنتظر الإشارة لفتح فمها.
الأمر أكبر من مجرد تأسف
هاجمت “الأخبار” السفير المغربي بالجزائر عبد الإله بلقزيز لعدم استنكاره وإدانته للموقع الجزائري وقبله أسفها فقط على حادث إطلاق النار على منطقة فجيج.
وكتبت “الأخبار”: ليس مطلوبا في هذه الحالة من الجزائر أن توضح الظروف والملابسات التي أحاطت بحادث انتهاك السيادة المغربية فقط بل الإلتزام على رؤوس الأشهاد بعدم تكرار الحادث ومعاقبة المتورطين فيه. فالكل يعرف أن أوامر إطلاق الرصاص لا تكون عشاوائية بل تصدر بقرار ميداني أو سياسي.
وإذا كانت ملاحقة المهربين أو المسلحين الخارجين عن القانون، تضيف اليومية، تفرض استخدام الرصاص في الحالات القصوى فإن ذلك يقتصر على الحدود الواقعة تحت نفوذ الجزائر.
ولقائل بأن المغرب، الذي يترفع دائما عن مجاراة التعنت الجزائري يقدم مثالا لسلوك حضاري نابع من تقاليده وأعرافه وإحترامه للغير، أن الأسف يصدر عادة من الجهة التي ارتكبت المخالفة لذاك على الدبلوماسية المغربية أن تتسم مواقفها بالحزم والصرامة لأن كرامة البلاد هي التي توضع على المحك.