إنصاف بريس – لقد حاول العاهل المغربي اكثر من مرة في إرسال رسائل و إشارات مرة مشفرة و أخرى بالواضح لرجال السلطة المحلية من ولاة و عمال و باشوات و قياد و مختلف مكونات هذه السلطة من أجل تغيير المفهوم القديم للسلطة الذي كان يعرقل التنمية بالمغرب ، و يجعل منها خصما في أعين المواطنين و عدوا يتربص متى أتيحت له الفرصة.
و جاءت الخطب الملكية لتؤكد مرات على المفهوم الجديد للسلطة و الذي يرسم لها أدوار جديدة تجعلها في خدمة المواطنين و أحد الساهرين على سياسة الحكومة و ليس سياسة و دوريات وزارة الداخلية ، و لقد كان السيد عبد الرحمان اليوسفي أول من أعطى لمؤسسة الوزير الاول الاعتبار و استطاع أن ينزع من إدريس البصري آنذاك مجموعة من الاختصاصات و يؤكد لهم بأن عليهم السهر على تنفيذ برامج و سياسة الدولة و الحكومة ، و كان هذا قد أغضب السيد إدريس آنذاك لدرجة أنه لم يكن يحضر الاجتماعات .
و بعده حاول الملك نزع القداسة عن العمال و الولاة و اعتبرهم عمالا و ولاة للأقاليم و العمالات و الجهات و ليسوا ممثلين لصاحب الجلالة حتى يحد من سلطتهم و شططهم و يحدد لهم أدوارا جديدة تجعلهم في صلب التنمية و سياسة القرب و تتبع المشاريع التنموية و الاجتماعية لا التي تدشنها القطاعات الحكومية أو التي يدشنها جلالة الملك .
لكن الحنين يظل يجر هؤلاء في بعض المناطق إلى أيام السيبة و الخروج عن كل القوانين ، فما معنى أن يأت مواطن من بادية قلعة السراغنة ليبحث عني لأكتب عن معانات ساكنة دواره مع قائد من زمن القايد العيادي و المكي و السي عيسى ؟
نعم جاء هذا الشاب الجمعوي وقد قرر مقاومة هذا القايد الذي توصل ب 300 كيس من الدقيق المدعم و لم يوزع إلا 150 منها بعد أن أدى كل مواطن مستفيد 100 درهم ، و الغريب أن المستفيدين اكتشفوا بأن الدقيق تم تغييره في مطحنة من الدقيق الممتاز إلى آخر رديء حسب قوله ، و الباقي انصرف إلى جهة لاستعماله في حملة انتخابية سابقة للأوان ، و أطلعني هذا الشاب على صور مسيرة احتجاجية قاموا بها ، و كذلك على عريضة تحمل توقيعات و بصمات كل ساكنة الدوار و نسخ من رسائل إلى عامل قلعة السراغنة و رئيس الحكومة و وزير الداخلية … إلخ . و في نفس الأسبوع الذي نودعه تدخلت طالبة كانت رفقة شاب دركي بالمنطقة الامنية للصخيرات من أجل استعطاف قائد كان يلوي بتلابيب بائع متجول و يعامله بعنف و بطريقة مهينة ، و لم يعجب هذا التدخل السيد القائد و استعمل في حقها كلاما نابيا هي الأخرى و دخلت معه في جدال قانوني و حقوقي فزاد غضبه لدرجة أن الدركي الذي كان مشدوها يتفرج على المنظر الذي لم يرقه تدخل و توجه نحو القائد لمنعه من تعنيف البائع و الطالبة، فنال هو الآخر نصيبه لأن القائد كان في حالة هيجان و لكن الدركي ” شدو سلخو ” و هنا تطورت الأمور و أصبح ” المخزن بيناتهم ” بدل مواجهة المواطنين فنقل القائد إلى المستشفى و لا أدري أين وصلت الامور ؟ المهم أن علاقة رجال السلطة مع المواطنين ” خاصها إعادة النظر و المصالحة ” لأن أغلب رجال السلطة إما ” بلا تكوين ” أو ” جايين مايلين من الخيمة عفوا التكوين ”